التكهن بهوية الفائز بجائزة نوبل للآداب ضرب من الخيال ، إذ أن الأكاديمية السويدية التي ستعلن الجائزة الخميس المقبل أو الذي يليه، تحيط هذه المكافأة بسرية مطلقة، وتجتهد لمنحها إلى أعمال خارجة عن المألوف، مثل نتاج الشاعر السوري أدونيس. ففي كل سنة تطرح أسماء كتاب كبار حققوا نجاحا واسعا أمثال الأمريكيين فيليب روث، وجويس كارول أوتس، وكورماك ماكارثي، إلا أنه يبدو أن أعمالهم تعتبر شعبية جدا لتكافأ بجائزة نوبل، ويقول ستيفن فاران-لي مسؤول النشر لدى دار النشر السويدية الكبيرة البرت بونيرز "تقوم الجائزة على فكرة ألا تكون متاحة للجمهور العريض".
وأضاف "لم تعتمد الأكاديمية في خيارها في السنوات الخمس عشرة الأخيرة على الثقافة الشعبية ويبدو الآن أن اللفتة السياسية أكثر ترجيحا".
في هذا الإطار ونظرا إلى الوضع في الشرق الأوسط، يبدو الشاعر السوري أدونيس أو الكاتب الإسرائيلي عاموس أوز في موقع جيد لنيل الجائزة، ويقول نيكلاس بيوركهولم المسؤول عن مكتبة هيدينجرينز الكبيرة في وسط ستوكهولم "حان الوقت لمكافأة شاعر ومنطقة الشرق الأوسط. فمن يستحق هذه الجائزة أكثر من أدونيس؟"
ويؤكد بيوركهولم بقوة "هذه السنة سينال أدونيس الجائزة. هذا سليم من الناحية السياسية" إلا أن هذه الحجة الأخيرة بالتحديد هي التي تدفع أخرين إلى التشكيك بفرص الشاعر السوري، ويقول ستيفين فاران-لي "الأكاديمية تحب أن تظهر أنها غير مرتبطة بالأحداث السياسية الراهنة" ومع أن كتابا مثل الكسندر سولجينستين (1970) حازوا الجائرة، فان منح جائزة نوبل للآداب "لا يأخذ منحى سياسيا".
ويتابع قائلا إن الأكاديمية قد تسعى حتى إلى "إبراز استقلاليتها" وتكون عندها فرص كاتب عربي أقل هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة". لكنه يشدد على الغياب الكامل للمؤشرات في المعايير التي تعتمدها الاكاديمية "فوصية (الفرد نوبل) تنص على أن العمل يجب أن يكون ذا طبيعة - تصبو إلى المثالية- أيا كان معنى ذلك ومنذ العام 1974، ينبغي أن تكافئ الجائزة كاتبا لا يزال على قيد الحياة ويقول بيوركهولم " المهم بالنسبة للأكاديمية أن يكون الفائز وضع الكثير من الكتب الجيدة واقل عدد ممكن من الكتب السيئة".
في معرض الكتاب في جوتبرج، الملتقى السنوي الكبير الذي يستضيف خيرة الكتاب الحاليين والمستقبليين في العالم، يقول المنظمون قبل أيام من إعلان الفائز، أنهم يهتمون عن كثب بخيارات الأكاديمية ودورة العام 2011، من المعرض مكرسة للكتاب باللغة الألمانية. إلا أن منح الجائزة العام 2009 الى الكاتبة باللغة الالمانية هيرتا موللر يستبعد مبدئيا فوز هذه اللغة راهنا.
في المقابل تقول بيرجيتا جاكبسون أكبلوم مديرة الاتصالات في المعرض، أن من بين المرشحين كتابا مثل الكيني نغوغي، وا ثيونغ، والصومالي نور الدين فرح، والمجري بيتر ناداس، والكوري كو اون، أما موقع المراهنات عبر الانترنت "يوني بيت" فيعطي الأفضلية للياباني هاروكي موراكامي والهندي فيجايدان ديثا والاسترالي ليس موراي.
يذكر أنه في منتصف يونيو، نشر أدونيس المقيم في فرنسا رسالة مفتوحة في إحدى الصحف اللبنانية إلى الرئيس السوري بشار الأسد، جاء فيها "يبدو أن قدرك هو أن تفتدي أخطاء هذه التجربة (حزب البعث) وأن تعيد الكلمة والقرار إلى الشعب".
والجدير بالذكر أن أدونيس واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد أسبر، حاز في يونيو الماضي جائزة جوتيه العريقة. وفي 30 سبتمبر كان موقع المراهنات عبر الانترنت "لادبروكس" يقدمه على أنه الأوفر حظا، يليه الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، لكن بعيدا أمام الأمريكيين توماس بينشون وبوب ديلان.