أثارت جولة المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى منطقة وسط البلد (بالملابس المدنية) مساء أمس الأول، العديد من الشكوك والآراء المتناقضة بين خبراء ومحللين، ففيما رأى البعض فى الظهور المفاجئ للمشير «دلالات على رغبة العسكريين فى الاستمرار فى الحياة السياسية» ذهب فريق آخر إلى أن «الجولة عادية، ويسعى المشير من خلالها إلى التواصل المباشر مع الشارع». الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يرى أن الجولة «تحمل إشارة واضحة لأفكار موجودة لدى المجلس العسكرى بدخول الحياة المدنية، ومؤشر على وجود تفكير ما بالاستمرار فى الحياة السياسية».
وقال: «نزول طنطاوى فى وقت متأخر ببدلة مدنية، بمثابة من يقف على جسر ما بين المدنية والعسكرية، ولا يوجد معنى آخر سوى خوضه هو شخصيا للانتخابات الرئاسية المقبلة».
وعن إمكانية قبول القوى السياسية بحاكم عسكرى قال: «إن أراد الترشح سيجد قوى سياسية تسانده، ومن الممكن أن يكون الإخوان المسلمون من بينهم بالإضافة إلى الأحزاب الكارتونية».
أما بشأن قبول الشارع المصرى بحاكم عسكرى بعد الثورة فعلق جاد: «الناس من الممكن أن تقبل طالما سيوفر لهم الأمن والاستقرار الاقتصادى»، وفى الوقت نفسه توقع جاد «مقاومة البعض لهذه الفكرة وحدوث انقسامات وخلافات حادة».
وقال جاد: «النظام عاد مرة أخرى وبدأ يستعيد قواعد الستينيات»، لافتا إلى ما تعرضت له صحيفتى صوت الأمة، وروزاليوسف، ووقف طباعتهما لحين تغيير صفحات معينة.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، استبعد «وجود أى مؤشرات سياسية لجولة طنطاوى»، وقال: «أعتقد أنها بلا دلالات خصوصا أن المشير لم يكن مصوحبا بكاميرات تليفزيونية، والمصورون كانوا من المارة والصحفيين الذين تواجدوا فى المنطقة بالصدفة».
وأضاف نافعة «لا أعتقد أنها زيارة مرتبة فشخصية المشير لا تحب الأضواء»، لافتا إلى وجوده فى منصب وزير الدفاع لنحو 20 عاما «وبالرغم من ذلك كان قليل الظهور والحديث».
واشار إلى أن زيارة المشير لوسط البلد «لم تكن الأولى من نوعها»، مسترجعا زيارته الأولى للتحرير ولقاءه برجال الجيش خلال ال 18 يوما، وقال «تركيبة المشير تقول إنه رجل بسيط فى تصرفاته، والذين يقولون إنه سيترشح لا يفهمون شخصيته جيدا، إلا لو كانت شخصيته تغيرت بشكل جذرى بعد الثورة».
وتابع نافعة: «مش كل العسكر لديهم رغبة فى الحكم، لو شخص آخر غير المشير قام بهذه الزيارة ربما كان لها دلالة خاصة»، واصفا أداء المجلس العسكرى وإدارته للمرحلة الانتقالية ب«المرتبك»، مضيفا «الارتباك يدل على عدم وجود مشروع محدد لدى المجلس للاستمرار فى السلطة».
وفى الوقت نفسه حذر نافعة من استمرار الارتباك وانفلات الزمام الذى قد يغرى بعض العسكريين بالاستمرار فى السلطة باعتبار أن الوضع يحتاج الى الحزم.
الدكتور عمرو الشوبكى، المحلل السياسى ورئيس منتدى البدائل، ألقى الكرة فى ملعب القوى السياسية، قائلا «إذا لم تتوافق القوى السياسية فالجيش سيكون حاضر كرمز للاستقرار»، معتبرا أن جولة طنطاوى دلالة على عدم ابتعاد الجيش عن العملية السياسية أو لعب دور سياسى.
وشدد الشوبكى على ضرورة توافق القوى السياسية لإنجاح التحول الديمقراطى وعودة الجيش لثكناته، محملا النخبة السياسية مسئولية الأداء المرتبك وحذرا من العودة الى نظام يوليو 1952.
ووفقا للعقلية العسكرية كما يقرأها الشوبكى فإن طنطاوى قد يكون المرشح الرئاسى إذا اتفق العسكريون على الاستمرار فى العملية السياسية، ولكنه أضاف «المشهد لا يعنى أنه بالضرورة مرشح، ولكن دلالته الأكبر أن المؤسسة العسكرية حاضرة».
شباب الثورة: جولة المشير (جس نبض) يمهد لترشحه للرئاسة
عكاشة: الجولة تزيل الحواجز بين (العسكرى) والشعب.. صادق: يعطينا انطباعًا بأنه (مدنى)..هندى: زيارة غير مطمئنة