أطبق مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي اليوم الجمعة حصارهم على مدينة بني وليد، أحد آخر معاقل الزعيم المخلوع معمر القذافي في جنوب شرق طرابلس وأرسلوا وفد وساطة للتفاوض مع قبائلها لإقناع قوات القذافي بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري "قريب جدا"، كما أفاد قادة ميدانيون. وقال القائد الميداني في قوات المجلس الانتقالي عمر فيفاو لمراسل وكالة فرانس برس "نحن حاصرنا مدينة بني وليد من الجهة الجنوبية في منطقة تنتي، التي هي آخر نقطة قبل مدينة بني وليد والتي تسيطر عليها كتائب (القذافي) وتمركزنا بكافة الاسلحة الثقيلة والخفيفة".
واضاف هذا القائد من خط الجبهة الامامي الواقع على بعد حوالى 40 كلم من المدخل الجنوبي لبني وليد "لم نطلق النار بعد، بل بعثنا وساطة الى قبائل بني وليد وطلبنا منهم الاجتماع اليوم او غدا لغرض حقن الدماء كونهم اخوة لنا ولا نريد سفك دمائهم".
وتابع "نحن طلبنا ان يأتوا للاجتماع معنا حتى ندخل المدينة من دون قتال، واذا لم يستجيبوا ولم يتم الاتفاق فلن يكون لنا خيار الا الهجوم"، مشيرا الى ان المهلة المعطاة للمفاوضات تنقضي بعد يومين.
واضاف هذا القائد العسكري في "كتيبة جادو" ان "المدينة محاصرة من كل الجهات، نحن حاليا نسهل خروج المواطنين وندعوهم الى الخروج من المدينة، وهناك اعداد كبيرة تخرج من الناس. ادعو القبائل التي ستجتمع بنا اليوم او غدا للقبول لان الهجوم قريب جدا".
وافاد مراسل فرانس برس انه وبخلاف الجبهة الجنوبية لبني وليد فان مناوشات صاروخية دارت في الجبهة الشمالية للمدينة حيث بات مقاتلو المجلس الانتقالي يسيطرون على منطقة ترهونة الواقعة على بعد 5 كيلومترات شمال بني وليد.
وقال قائد ميداني آخر في صفوف مقاتلي المجلس الانتقالي يدعى عمر بينما كان يشرف على نقطة تفتيش جنوب بني وليد "هناك ما بين 50 الى 80 سيارة تخرج يوميا من بني وليد محملة بالعوائل"، مضيفا "كنا قبل ايام نسمح بدخول العوائل الى المدينة لتمكينهم من التزود بحاجاتهم ولا سيما الوقود، ولكننا اكتشفنا ان بعض البنزين يتم تسريبه الى الكتائب فمنعنا الدخول وسمحنا بالخروج فقط".
وشاهد مراسل فرانس برس مسلحين من المجلس الانتقالي عند نقطة تفتيش يدققون باوراق السيارات ومن فيها، وبايديهم قوائم باسماء حوالى 500 مطلوب من كتائب القذافي.