تقوم لجنة فنية مصرية سودانية مشتركة اليوم الاثنين، بتفقد المنافذ البرية الجاري إنشاؤها بين مصر والسودان، لتدعيم حركة التجارة وتنشيطها بين البلدين. وقال السفير محمد مرسى مساعد وزير الخارجية لشئون السودان، إن اللجنة المشتركة التي يستمر عملها يومين، تضم في عضويتها ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والتعاون الدولي والنقل والمالية والداخلية في كلا البلدين.
وأضاف السفير محمد مرسى، أن اللجنة ستقوم برصد ما تم إنشاؤه من طرق تمهيدا لتشغيل هذه المنافذ، بما يدعم حركة النقل والتجارة بين البلدين، موضحا أن هذه المنافذ التي يستكمل إنشاؤها ستدخل حيز العمل، لتضاف إلى المنافذ العاملة حاليا لتنشيط حركة التجارة، وزيادتها في المرحلة المقبلة تأكيدا لعمق العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في توطيدها وتلبية لطموحات الشعبين في تعزيز مصالحهما المشتركة.
من جانبه صرح سفير السودان بالقاهرة كمال حسن علي أنه سيتم تنفيذ معبر " أرقين " طريق الساحل الغربي، بطول 470 كم، مشيرا أنه طريق متكامل وعليه مزارع ومحاجر ومسالخ للإنتاج المتكامل والتجارة بين البلدين، موضحا أنه مازال هناك 114 كم في الجانب المصري تحت الإنشاء، وأنه بصدد لقاء مع وزير النقل المصري لتوفير التمويل اللازم لهذه المسافة من الطريق الذي سيربط بين الخرطوم والإسكندرية، مبينا أن إنسياب حركة التجارة بين البلدين عن طريق البر سوف يخفض نقل طن اللحوم من 900 دولار بالجو إلى 300 دولار فقط، لافتا أن ارتفاع أسعار اللحوم بالسودان لن يؤثر على تصديرها لمصر، واضاف في تصريحات صحفية امس أن إرتفاع الأسعار اللحوم ليس له علاقة مباشرة بالتصدير، مضيفا أن هناك روح إيجابية للعلاقة بين مصر والسودان بعد الثورة، وتابع كان هناك عدم ثقة بين البلدين لايسمح لتقدم العلاقات، وكانت هناك أشياء عالقة واتفاقيات كانت لاتنفذ على مدى سنين طويلة في السابق، ولكن العقبات ذللت تماما، وهناك إرادة وإعتراف بحجم الطموحات، موضحا أن حجم الإستثمارات المصرية قد قفز إلى 6 مليار دولار بعدما كان عدة ملايين من قبل، وقال أن البلدين يسعيان الآن لتأمين الأمن الغذائي بينهما بزراعة القمح، مضيفا أنه قد تم تخصيص 100 فدان كمزرعة لتحضير البذور، 5 آلاف فدان أخرى كمزرعة تجريبة، وبعدها سوف يخصص مليون و250 ألف فدان لزراعة القمح، وزاد أنه هناك وفد مصري فني الآن بالسودان لتحديد المكان، مبينا أنه تم الإتفاق أيضا على مشروع إستراتيجي لإنتاج اللحوم بين البلدين، مشيرا إلى الزيارة التي سوف يقوم بها النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه إلى القاهرة في الأيام القادمة أنها ستحدث نقلة نوعية للعلاقات. وقال كمال نحن حريصون على قيام حوار إستراتيجي مصري سوداني تشارك فيه الأجهزة الرسمية وقطاعات الشعب العريضة من رجال أعمال وأحزاب ومثقفين وغيرها للتأسيس لفهم مشترك بين البلدين، لتوحيد الرؤية التي لا شرط فيها للتطابق الكامل لا الإختلاف الكامل، معلنا أن هذا الحوار يتم الإعداد له الآن مع الخارجية المصرية.