نجحت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، الجهة المنظمة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، أن تضعه على خارطة المهرجانات السينمائية العالمية، وجعله واجهة مشرقة ومضيئة تحمل الطموحات المستقبلية لصناعة السينما عربيا وعالميا، حيث دفعته بعد اكتمال نجاحه داخليا بفضل الإقبال الهائل الواعي لجمهور الإمارات، ليكون منافسا ومشاركا قويا وحيويا في كافة الفعاليات والأنشطة السينمائية في العالم، وذلك بفضل ما وفرت له من كوادر ذات خبرات دولية سينمائيا وفنيا وإداريا، ولم تبخل عليه بالدعم المالي وجهود كوادرها الإدارية. خمس سنوات تمر الآن بانعقاد الدورة الخامسة 13 22 أكتوبر 2011، وإدارة المهرجان، والقائمون عليه يعملون على مدار الساعة في الداخل والخارج، وفق أجندة تطويرات وتوسعات ترمي إلى أن يحتل المهرجان مكانة عالمية تجعله قبلة جاذبة لأبرز الأفلام والمخرجين والفنانين.
لقد استطاع محمد خلف المزروعي، مدير عام الهيئة، ومجموعة عمله في مختلف إدارات الهيئة، التي تعمل كفريق واحد متكامل، وعيسى سيف راشد المزروعي، مدير المشاريع في الهيئة، مدير مشروع المهرجان وواضع رؤيته واستراتيجيته، والقائمون على المهرجان، بدءا بمديره بيتر سكارليت وفريق عمله من المبرمجين والفنيين والسينمائيين، أن يدفعوا بالمهرجان إلى تحقيق مكانة غير مسبوق محليا وعربيا وعالميا.
تؤكد الأرقام والحقائق هذا الإنجاز، حيث بلغ عدد الأفلام الطويلة التي تقدمت للمشاركة بالدورة الخامسة التي تنعقد خلال الفترة من 13 إلى 22 أكتوبر الجاري، 3000 فيلم من 102 دولة، اختارت منها أقسام المهرجان 86 فيلما، منها 62 فيلما روائيا طويلا، و24 فيلما وثائقيا طويلا، منها 8 عروض عالمية أولى، و6 عروض دولية أولى، وبلغ عدد الأفلام القصيرة المتقدمة للمشاركة 1900 فيلم، اختير منها 94 فيلما من 24 دولة، منها 31 في مسابقة الأفلام القصيرة، و46 في مسابقة أفلام الإمارات، و16 في البرنامج الخاص، وواحد في موقع العرض، تضم 5 عروض عالمية أولى، و8 عروض دولية أولى، وبلغ عدد الأفلام الوثائقية القصيرة والروائية للطلاب المشاركة في مسابقة أفلام الإمارات 77 فيلما، منها 25 عرضا عالميا أول، وعرض دولي أول، هذا فضلا عن مشاركات أفلام من إنتاج الدول الخليج.
لكن التجلي الأهم والأبرز الذي يكشف دور وقيمة المهرجان عربيا عامة وخليجيا خاصة هو كم الأفلام التي تبنى مشروعها بدءا من السيناريو وانتهاء بالإنتاج، حيث مولت مبادراته كصندوق "سند" ومنحة "شاشة" عددا كبير من الأفلام العربية من مصر والعراق وتونس وسوريا وغيرها، بل يرجع الفضل له في خلق صناعة سينمائية إماراتية خاصة، وتكشف مشاركات مسابقة أفلام الإمارات التي تكمل عامها العاشر هذا العام عن ولادة جيل من السينمائيين الإماراتيين منهم من تحقق ويطور من نفسه وإمكانياته، ومنهم من هو في طور التحقق يدرس ويتعلم، حيث بلغ عدد الأفلام المنتجة إماراتيا 33 فيلما منها أفلام روائية لطلاب إماراتيين.