أخفق الشباب المنظمون للقاءات «المغلقة» للمرشحين السبعة المحتملين لرئاسة الجمهورية، فى توحيد رأيهم حول جدول زمنى محدد للفترة الانتقالية يتم بموجبه تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة فى أقرب وقت. وكان الشباب السبعة المنظمون للقاءات، وغير المعروفين سوى للمرشحين ومديرى حملاتهم الانتخابية، بادروا بتنظيم لقاءات جمعت عمرو موسى، وعبدالمنعم أبوالفتوح، وحمدين صباحى، ومحمد سليم العوا، وهشام البسطويسى، وحازم صلاح أبوإسماعيل، ومحمد البرادعى الذى انسحب من الاجتماعات لاختلافه مع الآخرين فى تصور المرحلة الانتقالية.
واتفق منظمو اللقاءات على تحديد موعد لمؤتمر صحفى عالمى، يعلن خلاله المرشحون، عن «خطة نهائية محددة زمنيا لإنهاء المرحلة الانتقالية فى البلاد»، إلا أن المؤتمر الذى عقد، أمس الأول، بأحد الفنادق فى الدقى، «جاء بنتائج سلبية عما توقعه المنظمون والإعلاميون أيضا». وأكدت مصادر مطلعة ل«الشروق» رفضت ذكر اسمها أن الشباب «ليسوا من ائتلاف شباب الثورة، ولا ينتمون لأى قوى أو جهة سياسية بعينها»، مضيفة أنهم «بعيدون عن الساحة السياسية، وإنما دفعهم انتماؤهم الوطنى للتوصل للمرشحين السبع لإجماعهم على خارطة طريق واحدة لإنهاء الفترة الانتقالية».
ولفتت إلى أن الشباب السبعة «تكفلوا بمصاريف جميع الجلسات المغلقة للمرشحين، بالإضافة لمؤتمر أمس الأول، وحاولت «الشروق» التوصل لأحدهم، إلا أن المصادر حرصت على التكتم على شخصيته بناء على طلبهم.
وكان المرشحون الست، عقدوا اجتماعا مغلقا قبل بدء المؤتمر الصحفى أمس الأول، استمر قرابة ساعة ونصف الساعة، بإحدى الغرف المجاورة لقاعة المؤتمر والتى منع على الصحفيين الاقتراب منها، كما طلب من أعضاء حملات المرشحين الانتظار فى الممر المقابل لها.
وشهد الاجتماع مناقشات حادة بين المرشحين حول الجدول الزمنى المحدد لإنهاء المرحلة الانتقالية، تسببت فى التأخر عن حضورهم لقاعة المؤتمر الصحفى ساعة وربع تقريبا، فى الوقت الذى تكدست فيه القاعة بالإعلاميين وبعض من أعضاء حملات المرشحين. وخرج صباحى من القاعة ليطالب الشباب بالدخول لمقر الاجتماع لتهدئة الأجواء التى اشتعلت بسبب المناقشات حول الجدول الزمنى للفترة الانتقالية.
وتسبب طول المدة الزمنية للجلسة المغلقة فى مغادرة حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، قاعة المؤتمر الصحفى، عقب تلاوة محمد سليم العوا للبيان المتفق عليه منهم جميعا، والاعتذار عن استكمال المؤتمر بسبب ارتباطاتهم بمواعيد أخرى.
وأعلن العوا أن المرشحين الستة، «يجتمعون من آن لآخر لاتخاذ الموقف اللازم فى ضوء ما يستجد من أوضاع، خاصة بعد أن خلت كل أحاديث للمجلس العسكرى فى الشأن السياسى من تواريخ محددة بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية».
وفى رده على سؤال ل«الشروق»، حول إبلاغ المرشحين بهذه الخريطة للمجلس العسكرى، قال العوا: «هذا الوجود والجمع الإعلامى أكبر إبلاغ لهم، فهو وسيلتنا لإبلاغ مقترحاتنا»، مضيفا أنه فى حالة عدم تنفيذه «فإن الخطوة المقبلة تأتى من الشعب ليحدد هو مصيره».
إلى ذلك، وخلال مداخلة هاتفية لبرنامج «مصر الجديدة» مع الإعلامى معتز الدمرداش عبر فضائية ،الحياة مساء أمس الأول، أرجع العوا سبب خروج الدكتور محمد البرادعى من اجتماع المرشحين إلى «عدم اتفاقه على أن تكون الانتخابات البرلمانية أولا».
وقرأ إسلام أسامة، مندوب هشام البسطويسى، بيان أرسله المرشح المحتمل، يؤكد فيه «ضرورة التعجيل بالانتخابات، شريطة توافر ضمانات الحرية والنزاهة والشفافية، وسد جميع الثغرات التى قد يستغلها ضعاف النفوس الساعين لإعادة إنتاج النظام السابق». وأيد البيان عددا من مطالب مرشحى الرئاسة التى اتفقوا عليها فى الاجتماع، مضيفا إليها «ضرورة تطهير مؤسسات القضاء والداخلية والإعلام، من الذين ساهموا فى تزوير الانتخابات، وتعاونوا مع الحزب الوطنى». وطالب بضرورة وضع جميع الضمانات التى تكفل سرية التصويت وعلانية الفرز داخل مقر اللجنة، دون نقل الصناديق وفى حضور المرشحين أو من ينوب عنهم. وشدد كذلك على «ضرورة مشاركة المصريين فى الخارج فى التصويت فى الانتخابات، بالإضافة لتشديد العقوبات على الجرائم الانتخابية»، داعيا لمقاطعة الانتخابات فى حالة عدم توافر هذه الشروط التى تضمن نزاهتها.