مع تزايد حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير على مستوى العالم، أشارت مصادر إلى أن السلطات السعودية طلبت توعية الحجاج بعدم الإقامة الكاملة فى منى، بينما ناشدت غرفة شركات السياحة بمصر رجال الدين بضرورة توعية الحجاج بعدم الإقامة فى منى، ولفتت إلى أن تكاليف الحج لن تقل فى حال الإلغاء، وأكد العلماء بدورهم أن الذبح يمكن أن يكون بديلا للمبيت، مادام اقتضت الظروف، مشيرين إلى أن الرمى أصبح بالإنابة وفى جميع أوقات النهار. وأكد رياض قابيل أمين عام غرفة شركات السياحة، أن الحج السريع والفاخر كان يتبع أسلوب عدم المبيت فى منى، حيث يتم حجز مقار إقامة فى جدة، ويؤدى الحجاج المناسك دون أى مشكلات، فليس هناك ضرورة للمبيت، حيث يتم رمى الجمار على مدى اليوم. وأكد أن حجاج البر ينفذون التوجهات الجديدة بطريقة غير مباشرة، حيث يقيمون فى منطقة العزيزية المتاخمة لمنى، ويقومون بالرجم ثم العودة إلى مقار إقامتهم، وقال «هناك حجاج يحتاجون إلى التوعية لاقتناعهم أن المبيت 3 ليال شرط لا يصح الحج بدونه». ولفت إلى أن إلغاء المبيت إذا حدث لن يقلل من تكاليف الحج، حيث سيتم تسديد التكاليف كاملة لمؤسسات الطوافة. وقال الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس اللجنة الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق أن المبيت فى منى أيام التشريق (الأيام الثلاثة بعد النحر) يعد من واجبات الحج التى يتفق عليها العلماء، ولا يصح الحج إلا بالأركان والواجبات. وأشار إلى أن هذا الواجب لا يسقط إلا عند الضرورة، كمرض الحاج أو تعذر مبيته لأى سبب، سواء كان سببا شخصيا أو مرتبطا بالجهة المنظمة للحج، ولكن على الحاج فى هذه الحالة ذبح «هدى»، وقال «فى حال طلبت السلطات السعودية عدم المبيت فإن الحاج عليه ذبح الهدى، ولا تعوضه المملكة». واتفق الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمعى البحوث الاسلامية وفقهاء الشريعة بأمريكا مع نفس الرأى، وقال إن المبيت واجب ليلتين، أما مبيت الليلة الثالثة فهو مستحب، ويجوز عدم المبيت لكن «الذبح» شرط أساسى، وقال إن الفقهاء أجازوا المبيت معظم الليل، أى فيما يجاوز النصف، وأشار إلى قوله تعالى «واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى». بينما رأت الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقا أن السلطات السعودية إذا قررت إلغاء المبيت فى منى، فعليها تعويض الحجاج، حتى تكتمل الفريضة، وأشارت إلى أن تخيير الحاج بين المبيت أو عدمه «من قبيل الوقاية»، يقتضى «الذبح»، وطالبت الدول الإسلامية برعاية الحجيج، وتساءلت إذا كنا نخشى «منى» فماذا نحن فاعلون مع الملايين على عرفات وفى الطواف، ولذلك بحسب الدكتورة سعاد فإن الحج هذا العام يحتاج لتوعية الحجاج بشكل أكبر.