تملك إسرائيل خمس غواصات، ولديها أكثر الطائرات تطورا فى العالم، ووفقا للمصادر الأجنبية فإنها تملك سلاحا نوويا أيضا. لكن على الرغم من ذلك، فإن أى عربى مسلح بسكين يمكنه أن يثير الهلع فى شوارع تل أبيب. فمع أن لدينا أكثر الجيوش وأجهزة الاستخبارات تطورا فى العالم، إلاّ أن هذا لم يمنع المخربين من نصب كمين على الطريق المؤدى إلى إيلات، وإيقاع ضحايا وأخذنا على حين غرة. إن استخدام العنف المنخفض المستوى هو الذى يملى علينا نمط حياتنا، ويكفى أن نرى كيف تؤثر التحذيرات الاستخباراتية من العمليات الإرهابية فى حياة الناس الذين اعتادوا استخدام الطريق السريع إلى إيلات، ذلك بأن المخربين قادرون على استنزافنا بواسطة أسلحة بدائية. نستقبل سبتمبر فى ظل شروط غير مريحة. فقد تعب العالم من إسرائيل، وسواء جرت غدا تظاهرة المليون فى تل أبيب (التى دعت إليها قيادة حركة الاحتجاج المطلبى) أو لم تحدث، فإن الجمهور الإسرائيلى تعب من قادته، ومن انعدام العدالة فى توزيع الأعباء الاقتصادية والأمنية. يتزايد لدينا الإحساس بعودة الإرهاب مترافقا بالادعاءات من جميع أنحاء العالم بأننا لم نستغل الوقت من أجل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ويمكن القول إن تزامن الإرهاب مع الضغوطات الدبلوماسية الدولية هو أسوأ ما يمكن أن يحدث فى مواجهة المشكلات الحالية التى تعانيها الدولة. ويحاول المسئولون طمأنتنا بالقول إن الجيش والشرطة مستعدان لجميع الاحتمالات، بما فيها مواجهة قيام المتظاهرين الفلسطينيين باختراق المستوطنات، أكان ذلك بأعداد كبيرة أم عبر مجموعات صغيرة، كما أن الجيش قام بتدريب المستوطنين على كيفية الدفاع عن أنفسهم ضد عمليات تسلل فلسطينية. أمّا العالم فيضغط علينا من أجل استغلال ما تبقّى من الوقت حتى 20 سبتمبر، الموعد المنتظر للاعتراف الرسمى بالدولة الفلسطينية، من أجل الدخول فى اللحظة الأخيرة فى مفاوضات مع الفلسطينيين، لكن، للأسف الشديد، لدينا رئيس أمريكى ضعيف يبذل كل ما فى وسعه فى سبيل إعادة انتخابه لولاية ثانية، وهو اليوم يتعرض للتذمر الدائم من جانب الأمريكيين. فى مثل هذا الوضع ومع رئيس أمريكى من هذا النوع، فإنه من المهم جدا أن تكون إسرائيل قوية وقادرة على السيطرة على الأمور بحيث لا يتحول قرار الأممالمتحدة إلى موقف دولى صارم ضد إسرائيل، وإلى سبب لاتهامها بكل ما يحدث فى منطقتنا. ويقول خبراء فى المنطقة إن السلطة الفلسطينية ستتجنب اللجوء إلى العنف ضد إسرائيل، ذلك بأن من مصلحتها أن تثبت أنها الطرف الذى يرغب فى السلام وأن إسرائيل هى التى ترفضه، كما أن من مصلحة الجيش المصرى الذى يسيطر على مصر المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل، شرط ألاّ ترفض هذه الأخيرة حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة. إن حماس والإخوان المسلمين وأنصار القاعدة يتربصون بنا من أجل استغلال التعنت الإسرائيلى لمصلحتهم. لقد ثبت بصورة واضحة أن النظرية التى التزمها يتسحاق شمير بعدم القيام بأى شىء هى نظرية هدامة، وهى لا تزال مستمرة إلى اليوم أيضا تحت حكم نتنياهو وباراك. إن القبة الحديدية المضادة للصواريخ لن تنقذنا عندما يكون وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان هو الصوت الذى يمثل إسرائيل، فالمطلوب هو تغيير الزعامة السياسية لأن الدولة فى خطر.