وصف الداعية الإسلامى عمرو خالد، ما شهدته ساحات «صلوات عيد الفطر» من استقطاب سياسى بظاهرة «جمع الحشود» التى لا يمكن مقاومتها، بل ستختفى تدريجيا بإجراء انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية، مطالبا بضرورة أن تتحول تلك الحشود للبناء والتعايش من أجل مصر أفضل. وحول الصراع الدائر حاليا بين التيارات الدينية «الإخوان والسلفيين» للحصول على دور فى السلطة بعد الثورة، قال «خالد» الجميع يبحث عن دور فى مصر بعد الثورة وهذا أمر طبيعى لمرحلة انتقالية تشهدها البلاد فالليبراليون والإسلاميون والمسلمون والأقباط كل يسعى لهذا خاصة مع إعادة رسم الخريطة العامة للبلاد. وأشاد «خالد»، بدور الأزهر حاليا، قائلا: «إن دور الأزهر وان كان قد تقلص فى العهد الماضى أصبح يقدم مبادرات للدولة المدينة»، مشيرا إلى أن وثيقة الأزهر للدولة المدنية راقية ومتوافق عليها من أصحاب الرؤى، فضلا عن أن لديه كما من القرارات التطويرية الكثيرة التى تضمن أن يكون الأزهر فى وضع أفضل. وحول مرشحى الرئاسة المطروحين على الساحة، قال «خالد» لم أجد بينهم المناسب، خاصة أن الوقت ما زال مبكرا لإبداء الآراء، قائلا: «الأرض بتتحرك كل يوم.. والانتخابات أمامها عدة أشهر على الأقل، ولا استبعد إمكانية ظهور أسماء جديدة على الساحة يوم فتح باب الترشيح، ومصر بحاجة إلى رئيس لديه رؤية استراتيجية ومشروع قومى وحلم يتبناه المصريون مثل حلم السد العالى، مشيرا إلى أن من يمتلك مشروعا قوميا يليق بحجم مصر ولديه رؤية وتخطيط من المرشحين يصلح لمنصب رئيس الجمهورية. واعتبر «خالد» خلال تصريحات صحفية مساء أمس الأول، على هامش «ملتقى صناع الحياة»، الذى عقد بمعسكر أبوقير الصيفى، تحت عنوان «العلم قوة»، والذى شهد تدشين مشروع «محو الأمية»، بحضور 2500 شاب وفتاة، من 8 محافظات على مستوى الجمهورية، هى «القاهرة، والمنيا، وسوهاج، وبنى سويف، والإسكندرية، والمنصورة، والشرقية، والمنوفية»، مستهدفا محو أمية 120 ألف مواطن بنهاية عام 2010، أن أية محاولات ل«تسييس مشروع «العلم قوة» مرفوضة شكلا ومضمونا. وواصل «خالد» القول، وذلك لا يعنى أن باب التنسيق مع أى قوى فى الشارع مفتوح لإنجاحه، منوها إلى مشاركة كل أطياف المجتمع المصرى من «مسلمين وأقباط.. فتيات محجبات وغير محجبات.. رجال ونساء» فى المشروع، بالإضافة لتلقيه مبادرات من جمعيات خيرية «قبطية» جميعها تندرج تحت مسمى المجتمع المدنى، لمحو أمية 17 مليون على مستوى الجمهورية. وأشار إلى أن حصر تجربته فى محو 120 ألف أمى فقط، مرجعه، أن التجربة حتى الآن لا تزال بلا كوادر مدربة، وبلا ثقافة شعبية تقبل المشروع، وبلا أميين نجحوا فى التعلم مما يدفعهم لإقناع الآخرين بسرعة التحرك، وقال «نحن إذن نصنع تجربة فى مصر، لكنها لن تسير بنفس المعدل فى السنين القادمة، حيث يصل العدد ل 3 ملايين فى السنة الثانية، وبالتالى فالتجربة هى «كرة ثلج». وحول الغياب الأمنى قال عمرو خالد «فيه أشياء لا يمكن حلها بالأخلاق، ولكن بسلطة القانون، وليس بوازع الضمير، فسلطة القانون حينما تقل، قد تكون نتائج الوازع الأخلاقى غير إيجابية، فالتوعية الأخلاقية وحدها لن تحل المشكلة. وعن تمويل مشروعات صناع الحياة قال خالد «كل مشروع له راع رسمى ومعلن، وجمعية صناع الحياة لا تتقاضى أى شىء، وأفرادها متطوعون، وهى جمعية تطوعية، تحت إشراف ومراقبة من الدولة، مضيفا: «حملة حماية فى 2007 التى كانت ضد المخدرات، وكنا نعانى من تضييق من النظام السابق، دعونا تليفزيونيا وقلنا «مش معانا فلوس عايزين رعاة»، مؤكدا أن جمعية صناع الحياة جمعية تطوعية، ونحن لسنا مستفيدين ماليا. وأضاف خالد «إذا اتهمنا الناس فى نواياهم الخيرية بشكل مستمر وبلا دليل.. إحنا كده بنقتل المجتمع المدنى.. وعمل الخير ومش معقولة الغرب قايم فيه عمل خيرى وطريقة التفكير ديه ضد ثقافة المجتمع المدنى»، معتبرا أن نهضة الدول لن تتحقق سوى بالتعليم، فنهضة ماليزيا لم تتحقق إلا بتخصيص «مهاتير محمد» 20% من الموازنة، لكنه لفت إلى أن مصر تمر بحالة خاصة الآن تحتاج فيها لحلول عاجلة وهى عودة الأمن، تمهيدا لإجراء انتخابات مجلس الشعب والرئاسة. ولفت «خالد» لوجود تنسيق بين «صناع الحياة» ووزارة التربية والتعليم، من خلال توفير فصول بالفترة المسائية، بتقسيم جغرافى لإحصائيات الأمية فى مصر، والتى كشفت أن محافظة المنيا هى الأولى فى محو الأمية حيث يبلغ عدد الأميين بها مليون و 300 ألف شخص، وأضاف سنعمل مع الدولة بتنسيق كامل لإنجاح المشروع، أيا أن كان الحزب الحاكم الذى سيشكل الحكومة، مؤكدا أن الدولة دورها سيكون توفير كل التسهيلات الإدارية لإنجاح المشروع وتبنيه ودعمه.