خرج مئات الألوف من اليمنيين إلى الشوارع، أمس الأحد، في مدن: تعز، وإب، وذمار، تلبية لدعوة المجلس الوطني، لتنفيذ ما وصف ب"برنامج الحسم الثوري"، الذي ينادي بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح وأسرته الحاكم منذ عام 1978. وتوجه المتظاهرون، وهم يرددون هتافات تطالب بالحسم الثوري لإسقاط النظام، إلى المقار الحكومية في تلك المدن الثلاثة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، بالرغم من الانتشار الأمني الكثيف للقوات الموالية لنجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح. وسادت العاصمة اليمنية صنعاء أمس مظاهر توتر واسعة النطاق، بعد تحركات عسكرية لوحدات من الجيش اليمني، أحدها موالٍ لنظام الرئيس صالح، وأخرى أعلنت الانشقاق عنه قبل أشهر، منذرة بمواجهة مسلحة بعد أشهر من الاحتجاجات. وجاب المتظاهرون الشوارع الرئيسة في مدن تعز وذمار وإب، ورددوا هتافات تطالب بسقوط صالح ومحاكمته مع رموز نظامه بتهمة التورط في أعمال قمع، طالت المتظاهرين السلميين وأدت إلى مقتل المئات وجرح الآلاف منذ مطلع العام الحالي. وشهدت تلك المدن استنفارا أمنيا غير مسبوق، حيث شوهدت تعزيزات عسكرية ومصفحات وأطقم أمام المباني الحكومية، وحمايات عسكرية لكبار المسئولين من محافظين وقيادات عسكرية. وكانت المعارضة اليمنية ممثلة في المجلس الوطني، أعلنت الجمعة أنها قررت اللجوء إلى تصعيد الاحتجاجات على الأرض حتى إسقاط النظام الحاكم. وفي تظاهرات متزامنة بالعاصمة صنعاء، أصيب 6 أشخاص بالرصاص الحي عندما اعترضت قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح مئات المحتجين قرب مبنى البرلمان في شارع الستين في صنعاء، وأشار مصدر طبي في المستشفى الميداني في ساحة التغيير إلى أن الإصابات تتوزع بين الخفيفة والمتوسطة. وقامت القوات الموالية لصالح ومسلحين من أنصاره ينتشرون في محيط مجمع حكومي يضم مبنى البرلمان ووزارة الخارجية بإطلاق نيران الأسلحة الرشاشة وقنابل الغاز على مئات من المحتجين الذين حاولوا الوصول إلى تقاطع شارع الستين مع شارع الزبيري فيما كانت المسيرة تعود أدراجها إلى ساحة التغيير.