ما بين اليأس والنشوة تعيش الفنانة رانيا فريد شوقى، فبينما تحقق نجاحا ملحوظا فى تجسيدها شخصية المرأة المتسلطة الانتهازية بمسلسل «خاتم سليمان»، تخشى من شبح يطاردها بعد كل نجاح تحققه على الصعيد الفنى.. فى السطور التالية تكشف الفنانة رانيا فريد شوقى فى حوارها مع «الشروق» الأسرار التى تحرمها من الاستمتاع بطعم النجاح. بداية تقول رانيا فريد شوقى: رغم تقديمى أدوار الشر كثيرا إلا أننى لأول مرة أقدم شخصية انتهازية فى حياتها العملية، ومتسلطة ومتحكمة فى حياتها الزوجية إلى هذا الحد. وتتميز شخصية «شاهيناز» بأنها فاقعة اللون مثل الأصفر الصارخ، وتملك مواصفات تجعلها تختلف عن كل الشخصيات التى قدمتها خلال مشوارى الفنى، خاصة أننى لأول مرة أقدم دور «أم» ابنتها فى مرحلة الشباب ● ما حقيقة أنك من طلبت العمل مع خالد الصاوى؟ بعصبية شديدة قالت: فى حياتى لم أرفع سماعة التليفون لأطلب من أحد أن يشغلنى معه، فأنا كل أدوارى تأتينى دون أن أسعى إليها. وترشيحى فى «خاتم سليمان» كان من خلال المخرج أحمد عبدالحميد والمنتج محمود بركة وعقدنا أكثر من جلسة عمل لأنهما كانا يخشيان ألا أوافق على الشخصية بسبب حساسية الممثلات من تجسيد دور «الأم». ● لماذا تجد الممثلات المصريات حرجا فى تقديم دور الأم؟ لأن طبيعة المرأة أنها لا تحب أن تبدو أكبر من عمرها، بل إنها تريد أن ترى نفسها دائما صغيرة لا تتقدم فى العمر، لكنى تخلصت من هذا الهاجس فى «خاتم سليمان»، لأننى على قناعة كاملة أن الجمهور يعرف الأعمار الحقيقية لكل الفنانات، ويستطيع بكل بساطة أن يحسب عمر كل فنانة دون أن يسأل أحدا من خلال الفترة الزمنية التى ظهرت خلالها على الشاشة. وأدعى أن هذه الجرأة ورثتها عن والدى فريد شوقى، فكان مثلا والد الفنانة الكبيرة شادية فى «ألف ليلة وليلة»، وفى عمل آخر كان «جدا» للفنان صلاح السعدنى. ● إلى أى مدى تهدد الأزمة المالية لشركة الإنتاج تصوير باقى حلقات المسلسل؟ لا أتصور أننا من الممكن أن نوقف تصوير المسلسل من أجل دفعاتنا المتأخرة لدى شركة الإنتاج، فنحن نعانى من ضغط شديد كانت شركة الإنتاج السبب فيه، لكن حجم الشغل المتبقى أيضا كبير ويحتاج تركيزا شديدا، دون التفكير فى الأمور المالية المتأخرة، لأنها تكون كارثة إذا جاء موعد حلقة دون أن ننتهى من تصويرها. ● من أين تكتسب «شاهيناز» كل هذا الشر؟ هذه الشخصية موجودة فى الواقع، وخلال السنوات الأخيرة انتشرت بشكل ملحوظ، والحقيقة أن المرأة عندما تعمل فى «البيزنس» تكون شخصيتها قوية وحازمة جدا، أما فيما يخص صفتى التسلط والانتهازية فذلك يفرق بين امرأة وأخرى. ورغم أننى لا أحب «شاهيناز» لأنى أبعد ما أكون عنها، إلا أننى فى ذات الوقت أحب أن أقتدى بها فى قوة شخصيتها. ● لماذا تؤكدين أن شخصيتك ضعيفة؟ هذه هى الحقيقة أنا شخصيتى ضعيفة حتى فى التعامل مع أولادى، وعلى صعيد العمل أضرتنى هذه الصفة كثيرا لأنى لا أستطيع أن أكون حادة وصارمة حتى إذا تعلق الأمر بقرار مصيرى، فدائما أكون ضعيفة ولا أغضب أحدا، وهذا عيب خطير فى شخصيتى، وأعتقد أن ذلك عطلنى فى شغلى كثيرا. ●إلى أى مدى تشعرين أن «خاتم سليمان» تأخر عليك؟ ضحكت قائلة: أنا إنسانة واقعية وعملية جدا، ولا أريد أن أعشم نفسى بنتيجة أو أتطلع لمكانة من الوارد ألا أصل اليها. والحقيقة أننى أقول هذا الكلام عن تجربة، لأنه بعد النجاح الكبير الذى حققته فى مسلسل «يتربى فى عزو» مع النجم يحيى الفخرانى، توقعت أن تحدث لى نقلة نوعية وفنية فى كل شىء، لكن شىء لم يحدث وكل الأدوار التى عرضت على بعد هذا العمل لم تكن ترضينى، ووافقت عليها حتى لا أجلس فى البيت، وظل هذا حالى إلى أن جاءنى «خاتم سليمان». ● هل تشعرين بالاضطهاد؟ لا أشعر بالاضطهاد، لأنى مقتنعة أن اللامنطقى هو دائما ما كان يحدث فى مصر قبل الثورة، فأنا قدمت مجموعة مسلسلات كان مفروضا أن أصبح بعدها «سوبر ستار»، ولكن الواقع كان دائما يصدمنى، وأظل فى مكانى لا أتحرك. ومن هذه المسلسلات «الضوء الشارد»، و«جحا المصرى»، و«خالتى صفية والدير»، و«عائلة مجنونة جدا»، و«العطار والسبع بنات»، و«الرجل الآخر»، و«يتربى فى عزو». ورغم أن تصريحاتى تبدو متشائمة، إلا أننى لا أحب أن أوهم نفسى بنجومية زائفة، كما أننى ألقى بكثير من اللوم على نفسى، لأن ذكائى لا يكون كافيا فى كثير من الأحيان، وأحسبها خطأ. ● متى تصل رانيا فريد شوقى إلى مرتبة البطلة المطلقة؟ لا أنتظر الوقت الذى أصبح فيه بطلة مطلقة، ولا أقبل أبدا تقديم شخصية المرأة الخارقة الأسطورة المبهرة، التى يجرى وراءها الرجال، وتتحكم بالعالم. فأنا فى النهاية من الجمهور، وأجلس مع أصدقائى وأقربائى وأسمع آراء الناس فى مثل هذه الأدوار، وأكون عديمة الذكاء إذا كررت هذا الخطأ، فتقديم مسلسل أكون بطلته بمفردى فكرة مرفوضة تماما، وهذا تعلمته من والدى، فإذا تذكرنا أعماله سنجد أنه كان دائما يعشق البطولة الجماعية رغم أنه نجم شباك. وأتصور أن خالد الصاوى يتمتع بهذا القدر الكبير من الذكاء، فهو دائما لا يعتمد فقط على قدراته، ويفضل أن يمثل أمام ممثل شاطر ليرد عليه. ● المسلسل عبارة عن مباراة تمثيلية جمعتك بخالد الصاوى ألم تخشين أن يتفوق عليك ويطغى عليك؟ ربنا بعتلى فى «خاتم سليمان» فرصة وكان أمامى خياران، إما أن اقتنصها، أو أقدمها بشكل سيئ وفى هذه الحالة تقضى على تماما. وفيما يخص المباراة التمثيلية، فهى لا تختلف كثيرا عن مباراة كرة القدم، إذا لم يتعاون الفريق ويلعب بشكل جماعى من أضعف لأقوى لاعب فلن يستطيع تحقيق الانتصار. ● ما الشروط التى ستفرضينها بعد ردود الأفعال الايجابية التى حققها المسلسل؟ لا أشغل نفسى بهذه الأمور الآن، لأنى مازلت أواصل تصوير المسلسل، ولأنى يتبقى لى أكثر من 40 مشهدا، أحاول ألا أكون مغرورة وأسعى إلى تحجيم إحساسى بالنجاح حتى لا تتأثر المشاهد المتبقية بهذا الشعور، وأواصل التصوير بحذر كما حدث مع أول مشهد. أما اذا كنتم تقصدون مسألة الأجر، فلكم أن تعلموا أننى «أخيب» ممثلة فى هذا الشأن، والأقل أجرا. ● من هو الجندى المجهول فى «خاتم سليمان»؟ لا أنكر أن السيناريو الذى كتبه المؤلف محمد الحناوى رائع جدا، ولكن بدون المجهود الكبير الذى بذله المخرج أحمد عبدالحميد لما حقق المسلسل هذا النجاح. فالمخرج هو سر نجاح العمل، وبيده يرفع المسلسل فى السماء، وبيده أيضا ينزل به إلى سابع أرض.