عادت شركة عز لحديد التسليح، أكبر منتجى الحديد فى مصر، إلى الأرباح فى الربع الأول من 2009 بعد أن حققت خسائر فى الربع الأخير من 2006، لكن صافى أرباحها تراجع بنسبة 85% إلى 66 مليون جنيه مصرى (11.8 مليون دولار) مقارنة ب436 مليون جنيه خلال نفس الفترة العام الماضى. ووفقا لكامل جلال، مدير علاقات الاستثمار فى عز، فإن السبب الرئيسى وراء تحول الشركة من الخسارة إلى الربح هو نجاحها فى التخلص من كل مخزونها من الحديد، الذى كانت اشترته بأسعار مرتفعة مما أثر على ربحيتها فى الربع الأخير من 2008 بعد أن اضطرت لبيع منتجها النهائى بأسعار منخفضة، وقيامها بشراء خامات جديدة بالأسعار الرخيصة ابتداء من 2009. ويقارن جلال بين وضعية عز والشركات العالمية، معتبرا إياها من الشركات القليلة التى استطاعت أن تعاود ربحيتها فى العالم ضاربا المثل بكبرى الشركات العالمية مثل أرسيلور ميتال، التى حققت خسائر تتعدى المليار دولار. «الفرق بيننا وبينهم إننا استطعنا أن نتخلص من كميات الحديد، التى اشتريناها بالتكلفة العالية وهم لا، مما يجعل عز من أفضل الشركات فى العالم على مستوى الربحية»، كما جاء على لسانه مشيرا إلى أن كميات البيع، التى تم التعاقد عليها خلال الربع الثانى متماشية مع الكميات العالية، التى تم التعاقد عليها فى الربع الأول. وأرجع هانى سامى، محلل قطاع العقارات ومواد البناء بشركة التجارى الدولى للسمسرة، هذا التراجع الذى كان متوقعا، إلى عدة أسباب على رأسها تراجع أسعار الحديد، وقيام الشركة بتخليص الخام، التى اشترته قبل ذلك بالأسعار المرتفعة، بالإضافة إلى توقف خط إنتاج الصلب المسطح نتيجة الأزمة العالمية. وتراجعت أسعار الصلب أيضا، وفقا لسامى، بنسبة 33%، مما ساهم بشكل غير مباشر فى انخفاض أرباح الشركة. وكان التجارى الدولى قد توقع تراجع أرباح مجموعة عز خلال هذه الفترة إلى ما بين 72 و75 مليون جنيه. وفى الوقت نفسه، تراجعت صافى مبيعات عز فى الربع الأول بنسبة 33% لتصل إلى 3.4 مليار جنيه. «هذا أيضا طبيعى خاصة مع دخول الحديد التركى إلى السوق المصرية الفترة السابقة واستحواذه على حصة من السوق»، كما جاء على لسان سامى، مشيرا إلى أن تأثير الحديد التركى ما زال محدودا نتيجة لوجود فائض بين العرض والطلب فى السوق يصل إلى 600 ألف طن. وتوقع سامى أن يستمر هذا التراجع خلال الربع الثالث من العام نتيجة لشهر رمضان، الذى ينخفض فيه الطلب، على أن تعاود الشركة تحقيق أرباح أعلى ابتداء من الربع الأخير من العام «إذا افترضنا ارتفاعا بسيطا الأسعار»، إلا أنه لم يقدم تصورا للربع الثانى. «الصورة ما زالت غير واضحة، وستتغير كل هذه التوقعات وفقا لاتجاه الأسعار»، كما جاء على لسانه. وكان سعر سعر طن الحديد تسليم المصنع قد انخفض الشهر الماضى ليصل إلى 3050، ولم يتعد منذ بداية العام 3200 جنيه بعد أن وصل لمستويات قياسية تفوق 6000 جنيه العام الماضى. وكانت شركة العز لحديد التسليح، أكبر شركات إنتاج الحديد فى مصر من حيث حجم المبيعات، قد حققت أرباحا قدرها 1.2مليار جنيه خلال عام 2008 بزيادة 9% عن أرباح العام السابق، لكن الشركة حققت خسائر فى الربع الأخير من العام بسبب تداعيات الأزمة العالمية على أسعار الحديد.