انتقال لاعبي الأهلي إلى الزمالك.. قصة طويلة عمرها يقترب من 90 عامًا، حيث بدأت مع حسين حجازي أسطورة الكرة المصرية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وكتب أحمد حسن قائد منتخب مصر صفحة جديدة في هذه القصة، بعدما أعلن عن انضمامه للفريق الأبيض لمدة موسمين، وذلك بعد ثلاث سنوات قضاها "الصقر" داخل جدران القلعة الحمراء، حقق خلالها بطولات عديدة. * الأسطورة حسين حجازي بدأت رواية ارتداء لاعبي الأهلي لقميص غريمهم التقليدي بقصة مثيرة بطلها حسين حجازي، الذي بدأ مسيرته مع الكرة محترفًا في فولهام الإنجليزي قبل انضمامه للأهلي في 1917، ثم رحل حجازي بعد عامين إلى الزمالك الذي كان يسمى وقتها ب"المختلط". عاد حجازي رائد الكرة المصرية ليرتدي القميص الأحمر مجددًا في 1924، وقررت إدارة الأهلي الاستغناء عنه في 1928 بعدما رفض استلام الميدالية الفضية لكأس السلطان بحجة تعرض الأهلي لظلم تحكيمي في المباراة التي فاز بها الترسانة 2-1. استغل مسئولو الزمالك هذا الموقف، لإعادة حسين حجازي الذي كان يحمل لقب "الباكوية" إلى القلعة البيضاء، وظل اللاعب بصفوف الزمالك حتى نهاية مسيرته، كما كان أحد أعضاء منتخب مصر الذي شارك في كأس العالم 1934 بإيطاليا. * "ساحر" الثلاثينات والأربعينات في الزمالك نال عبد الكريم صقر لقب ساحر الكرة المصرية في الثلاثينات والأربعينات، حيث بدأ مسيرته مع الأهلي في 1936 عندما كان في السادسة عشر من عمره. وفي 1940، انتقل صقر إلى الزمالك تحت ضغط من ابن عمه ممدوح مختار الذي تنقل أيضًا بين القطبين في منصب مدير الكرة، ثم خاض عبد الكريم صقر تجربة احتراف قصيرة في إنجلترا عاد بعدها ليختتم مسيرته في القلعة البيضاء. * حيدر باشا "كلمة السر" في الخمسينيات لعب حيدر باشا رئيس نادي الزمالك دورًا كبيرًا في ضم ثنائي الأهلي أحمد عفت وزكي عثمان خلال عقد الخمسينيات، حيث تناقلت الصحف المصرية وقتها أن حيدر باشا أغرى أحمد عفت باللعب الزمالك، وعمل عفت بالتعليق على المباريات فيما بعد، واشتهر بمصطلح "يا سلام". كما ساهم حيدر باشا في إقناع زكي عثمان بالتنازل عن رغبته في اختتام مسيرته بالأهلي، بعدما كشف عثمان في أحد اللقاءات التليفزيونية بأن حيدر باشا وعده بتسهيل بعض إجراءات الخدمة العسكرية، لينتقل زكي عثمان إلى الزمالك، ويصبح "شيخ المدربين" بالقلعة البيضاء. كما بدأ عبد العزيز قابيل أحد أبطال حرب أكتوبر مسيرته مع الأهلي قبل الانتقال للزمالك، ليصبح أحد رموز القلعة البيضاء منذ تأسيس النادي في 1911. * جمال عبد الحميد "ظاهرة" الثمانينات يعد جمال عبد الحميد قائد منتخب مصر في مونديال 1990 بإيطاليا أحد أبرز اللاعبين الذين ارتدوا القميص الأبيض بعد رحيله عن صفوف الأهلي الذي فضل الاستغناء عنه في 1982 بعد تعرضه لكسر مضاعف في قدمه، تخيل بعدها مسئولو الأهلي أن مشوار اللاعب انتهى مع الكرة. رفض عبد الحميد الاستسلام للإصابة، وعاد بشكل قوي ليساهم في تتويج الزمالك بأربع بطولات للدوري، وبطولة كأس مصر، وثلاث بطولات أفريقية، وكأس الأفروآسيوية، كما ساهم في تتويج المنتخب بكأس أفريقيا 1986 في مصر. وتخللت فترة الثمانينات أيضًا انتقال زكريا ناصف من الأهلي للزمالك، كما رحل أيمن شوقي ومحمد عبد الجليل، وعادل عبد الرحمن للزمالك مع بداية التسعينيات، إلا أن الرباعي الأخير لم يقدموا أي شيء يُذكر بالقميص الأبيض مقارنة بما قدمه جمال عبد الحميد. ** التوأم وتاريخ جديد مع الزمالك ساهم انتقال حسام وتوأمه إبراهيم حسن في ارتفاع سخونة صيف عام 2000 بعدما أثارت هذه الصفقة ضجة كبيرة نظرًا للمسيرة الطويلة والحافلة للتوأم داخل القلعة الحمراء والتي استمرت لما يقرب من 20 عامًا. نجح التوأم في الرد بقوة على كل المشككين في قدرتهم، وقادا الزمالك لصنع تاريخ جديد في الألفية الجديدة، حيث ساهما في تتويج الفريق بثلاث بطولات دوري، وبطولة كأس مصر، وبطولتي دوري أبطال أفريقيا، وكأس السوبر الأفريقي، والبطولة العربية. ** صفقات متباينة وبعد انتقال التوأم، ضم الزمالك العديد من لاعبي الأهلي، بدأها بالغاني أحمد فيليكس الذي ترك الأهلي في 1998، للاحتراف اليونان ثم لعب بعدها لبعض الأندية الخليجية. وعاد المهاجم الدولي إلى مصر في 2002 ليتوج مع الفريق الأبيض ببطولة وحيدة، وهي كأس مصر في نفس العام، ونفس الأمر تكرر مع شريف أشرف الذي ضمه الزمالك في صيف 2007، ليساهم في تتويج الفريق بالكأس في 2008 وهي آخر بطولات الزمالك في الفترة الأخيرة. في المقابل، ضم الزمالك بعض لاعبي الأهلي السابقين، مثل إبراهيم سعيد في 2004، وعصام الحضري في 2010 بعد مروره بسيون السويسري والإسماعيلي، وحسن مصطفى في 2010 بعد إعارة قصيرة مع اتحاد الشرطة، وحسين ياسر المحمدي في 2010، إلا أن هؤلاء فشلوا في حصد أي بطولة بالقميص الأبيض. ** الصقر وشحاتة وجاء انضمام أحمد حسن لصفوف الزمالك لينهي هذه القصة الطويلة التي بدأت منذ ما يقرب من 90 عامًا، حيث يسعى الصقر لاستكمال سلسلة البطولات التي حققها مع الأهلي منذ ارتدائه للقميص الأحمر في 2008، ليتوج بثلاث بطولات دوري، وبطولة دوري أبطال أفريقيا، وبطولة للسوبر الأفريقي. ويأمل لاعب أندرلخت البلجيكي السابق في التتويج بالبطولات بالقميص الأبيض مع حسن شحاتة، وتكرار الإنجازات التي حققها الثنائي مع منتخب مصر، حتى يرد أحمد حسن على البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي الذي فرط فيه بطريقة لم تسعد اللاعب.