بلد صغير في حجمه وسكانه واعتاد ان يكون مجهولا بين كبار الأمة اللاتينية، إلا انه في كرة القدم أصبح من العظماء، هو منتخب أوروجواي العملاق، الذي أصبح "أب" منافسيه بالقارة، مثلما هتف مشجعوه لدى استقبال بعثة ال"سماوي" بعد تتويجها باللقب ال15 لبطولة كوبا أمريكا لينفرد بالرقم القياسي. واحتضن ملعب سينتيناريو دي مونتفيديو بالعاصمة الأوروجوائية أبطال القارة في مشهد يتكرر من جديد للمرة ال15 ليصبح شاهدا على حب أوروجواي لكرة القدم واعتيادها على إذاقة منافسيها مرارة الهزيمة، رغم كونهم أكثر قوة وشهرة، لكنهم غير قادرون على خطف الكرة من بين الأقدام الأوروجوائية. فمنذ بطولة كوبا أمريكا عام 1916 ومرورا بمونديال 1950 عندما توجت باللقب وأيضا "الماراكاناثو" الشهير (نسبة الى ملعب ماراكانا البرازيلي الذي استضاف نهائي مونديال 1930 وشهد هزيمة صاحب الارض، المنتخب البرازيلي أمام أوروجواي)، وحتى النسخة التي اختتمت أمس لبطولة كوبا أمريكا 2011 عندما فاز "السيليستي" على "التانجو الأرجنتيني" صاحب الأرض، ليصبح هذا الأمر تقليدا محبوبا يقدره كثيرا أبناء أوروجواي. وكان في الملعب أكثر من 35 ألف شخص تحملوا درجات الحرارة المنخفضة في هذا الوقت من العام والمناخ الشتوي لكي يحيي أبطال كوبا أمريكا الذي فازوا الاحد على باراجواي 3-0 في نهائي البطولة. ومنح الفوز أوروجواي الانفراد في كتب التاريخ بكونها الفريق الأكثر تتويجا بلقب كوبا أمريكا (15 مرة)، متقدمة على الأرجنتين (14 مرة) والبرازيل (8 مرات) وعادت بعثة أوروجواي بقيادة المدرب المحنك أوسكار واشنطن تاباريز إلى مونتفيديو فور انتهاء مراسم تسليم الجوائز للأبطال في ملعب مونومنتال في بوينوس آيرس، لتستقبل بتهاني حارة من الجماهير. ووصلت بعثة "السيليستي" إلى مونتفيديو في حوالي الثالثة فجر اليوم بالتوقيت المحلي، وكان في استقبالها مئات من السيارات التي اصطفت في طوابير امتدت لحوالي ثلاثة كلم، والذين صفقوا لها وهتفوا "أيها الآباء" وهو اللقب المعروف عندما يفوز فريق على آخر وينتصر بأمريكا الجنوبية. وقال احد المشجعين "هذا يعني كثيرا لأنهم في الخارج سيعترفون بنا كأحد أفضل المنتخبات اللاتينية". وصرح مشجع آخر: "لن انس مباراة الأرجنتين في ثمن النهائي، نظرا للمنافسة التاريخية التي كانت بين لاعبي الفريقين، لكننا استطعنا التفوق عليهم في ملعبهم ووسط جماهيرهم". وحمل التوقيع على ثلاثية الفوز النظيفة التي قادت أوروجواي للفوز باللقب، كلا من لويس سواريز ودييجو فورلان (هدفين)