بينما كان 25 % فقط من المصريين يشعرون بقدرتهم على التعبير عن آرائهم بحرية قبل الثورة، أصبح الآن 88 % يشعرون بهذه الحرية، بعد أن «حطمت ثورة 25 يناير 30 عاما من الحواجز التى كانت تعوق حرية الإنسان المصرى وقدرته على التطلع والحلم، وأحدث به تغييرات نفسية وعاطفية مهمة»، بحسب ما توصلت إليه «سينوفيت»، واحدة من كبرى شركات أبحاث السوق العالمية، فى الاستطلاع الذى قامت به مؤخرا لقياس آثار الثورة على المصريين. وفى الوقت الذى خفضت فيه الثورة من الإحساس بالأمان وضمان الاحتياجات الأساسية، فإنها رفعت من الحس الوطنى والاعتزاز بالهوية المصرية، تبعا للاستطلاع، الذى أظهر أن 36 % فقط من المواطنين يشعرون بالأمان بعد الثورة مقابل 75 % قبلها، إلا أنه فى المقابل أصبح 93% من المصريين معتزين بهويتهم المصرية حاليا، بعد أن كانت هذه النسبة لم تتعد 76 % قبل قيام الثورة، تبعا لسينوفيت، التى تنتشر من خلال 116 مكتبا فى 63 بلدا حول العالم وتضم 40 وكالة أبحاث دولية. وقد يعتقد العديد أن السياسة تتصدر اهتمامات المواطنين فى هذه المرحلة، إلا أن الاستطلاع أوضح أن المشكلات الاقتصادية هى الهم الأكبر لهم، فعندما طرحت سينوفيت سؤالا «ما هى أهم القضايا التى يجب على الرئيس المقبل الاهتمام بها فى هذه المرحلة»، أجاب 91 % أن البطالة هى أهم مشكلة حاليا يجب التركيز عليها، بينما رأى 66 % أن التضخم هو القضية التى يجب أن تحظى بأولوية، فى حين اعتبر 49 % أن زيادة الحد الأدنى للأجور هى الأهم. وألقى الاستطلاع بالضوء على «التغيير الملحوظ» الذى حدث للمصريين فيما يتعلق بزيادة اهتمامهم بالأمور السياسية، حيث ان واحدا من كل أربعة يتطلع للمشاركة فى الحياة السياسية أو التطوعية لخدمة المجتمع. ووفقا لنتائج الاستطلاع ، فإن 85 % من المصريين ينوون المشاركة بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية القادمة مع «تنامى ثقتهم بأهمية وقيمة أصواتهم»، و80 % يعتزمون التصويت فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مع «إيمانهم بأن أصواتهم سوف تصنع التغيير وانه لا مجال للفساد أو التزوير فى الانتخابات بعد ذلك». وبينما سيكون «السمعة الطيبة للمرشح» هى المعيار الأساسى الذى على أساسه سيختار 79% من المواطنين رئيسهم المقبل، فإن 52 % منهم سيختارونه بناء على «برنامجه الانتخابى» (52 %). و«الخبرة السياسية» ستكون معيار الاختيار ل44% منهم، مقابل «ألا يكون من النظام السابق» المعيار الأساسى 27% من المصريين. وكان للثورة أثر أيضا فى تغيير نمط حياة المصريين وعاداتهم الإعلامية، حيث إن 75 % منهم ارتفعت نسبة مشاهدتهم للتليفزيون عما قبل الثورة، و39 % آخرين زادت نسبة قراءتهم للجرائد والمجلات بعد الثورة، كما توضح سينوفيت، مشيرة إلى أن الأسر المصرية أصبحت تشاهد التليفزيون أربع ساعات يوميا بعد الثورة مقابل ثلاث ساعات قبلها. واهتمت المؤسسة أن تتعرف على أهم القنوات التى يشاهدها المواطنون فى الوقت الحالى، وتوصلت إلى أن القنوات الإخبارية ارتفعت من مرتبة ثانوية (المركز الرابع) إلى الصدارة بعد الثورة، بينما ظل ترتيب البرامج الحوارية فى المرتبة الثانية، فى الوقت الذى انخفض فيه ترتيب الأفلام والمسلسلات التليفزيونية إلى المرتبة الثالثة والرابعة بعد أن كانت فى المرتبات الأولى والثانية قبل الثورة. كما تغيرت أيضا نسبة مشاهدة البرامج التليفزيونية بعد الثورة وفقا لدراسة سينوفيت، حيث اظهر الاستطلاع أن برنامج العاشرة مساء يعد البرنامج الحوارى الأول حيث يشاهده 65 % من المواطنين، يليه برنامج 90 دقيقة بنسبة مشاهدة 46 %، وبرنامج الحياة اليوم بنسبة 34 %.