أكدت الكاتبة ميرال الطحاوي أن الفارق الزمني بين مصر ومكان إقامتها في نورث كارولاينا بالولات المتحدةالأمريكية، أثناء قيام الثورة في يناير عمّق الإحساس بالغربة لديها ولدى الكثير من الجالية المصرية في أمريكا؛ موضحة أن: "الحياة التي ننتظرها تبدأ وقت نومها في الثانية عشرة ليلا؛ فكان موعد نومنا هو وقت موعد إشراق الشمس في التحرير، فكنا لا ننام من قلقنا على من في التحرير، وهل قل عددهم؟ وهل سيرحلون؟ وكثير من الأسئلة التي ننتظر كل يوم لنراها". جاء ذلك في حفل توقيع الكاتبة ميرال الطحاوي، "شرقاوية" الميلاد، لطبعة كتابها "بروكلين هايتس" الرابعة في مكتبة دار الشروق بالزمالك، مساء أمس الأحد. "بروكلين هايتس" روايتها الأخيرة، والتي سبق وترشحت عنها لجائزة "البوكر العربية"، وفازت عنها بجائزة "نجيب محفوظ للأدب الروائي" من الجامعة الأمريكية بالقاهرة العام الماضي، والتي تروي سيرة اغتراب لامرأة وحيدة لديها طفل في مجتمع غريب عنها، وبها كثير من التمرد، وتدور في حيّ "بروكلين هايتس" الذي بدأ يتحول إلى حي عربي، ولكن بشكل آخر، فهو عالم اللاجئين، والذين انتقدتهم "ميرال" قائلة: "قد يتذرعون بأي حجج من إضطهاد وإيذاء جسدي وعرقي وديني، للحصول على الإقامة هناك". فنجد "ميرال الطحاوي"، والتي تعمل حاليا مدرسا مساعدا للأدب العربي بجامعة "نورث كارولاينا" الأمريكية، تأخذ الرواية إلى رحلة مزدوجة إلى خارج حدود الوطن في المنفى والمهجر، وفي نفس الوقت، إلى أبعاد إنسانية عميقة في مراحل الطفولة والمراهقة وبداية الشباب؛ لذا فقد يبدو أنها تأخذنا إلى مكانين مختلفين في البداية، ولكنها تعود لتبين الرابط الوثيق في مكان الاغتراب. وتقول "ميرال": "لقد سافرت للدراسة كباحثة في جامعة نيويورك، وسط ظروف عائلية عنيفة، زودت الرغبة في في الهروب والسفر من القلق والظروف الحبطة التي كنا نعيشها في مصر، فأنا كنت من الجيل السبق للثورة، جيل "مفيش لا فايدة ولا أمل" في التغيير، ولكن ما حدث أذهلنا جميعا وأعاد لدينا ذلك الحب وتلك العلاقة المثيرة القوية بين الإنسان ووطنه"، وتقارن بين اتصالين بها من نفس الشخص قبل وأثناء الثورة قائلة: "لقد اتصلت بي إحدى الصديقات في مصر، قبل الثورة وقالت: (خليكي مكانك أحسن.. الحال هنا لا يسر عدو ولا حبيب)، وأثناء الثورة اتصلت بي وقالت: (تعالي بسرعة.. دي مصر حلوة قوي، بس مكناش واخدين بالنا منها)" وتضيف: "كلما ابتعدت غن الوطن كلما اقتربت منه، تماما كما حدث مع الكاتب الكبير (بهاء طاهر)، وأعلم تماما أنني أتيت في وقت يملؤه الإحباط والقلق مما هو آت، ولكنني أرى بعين الغريب، وأرى أن الحراك السياسي الكبير الحاصل في البلاد في مرحلة ولادة لفترة أكثر حرية وتفاؤلا؛ فقد أصبح للوطن أصحاب.. وتعلمنا أن يكون لدينا الإرادة". جدير بالذكر أن "ميرال الطحاوي" من أبرز كتاب التسعينيات، واختيرت روايتها الأولى "الخباء" كأحسن رواية مصرية عام 96"