استعد المعتصمون فى ميدان التحرير، أمس، للمظاهرة المليونية المقرر لها اليوم، والتى دعت لها مجموعات من القوى الوطنية والسياسية، وأطلقوا عليها «جمعة التأكيد على المطالب»، أو «الإنذار الأخير»، وسيسعون من خلالها للضغط على المجلس العسكرى لتحقيق مطالب الثورة. مصطفى عبدالمنعم أحد المعتصمين بالتحرير قال إنهم دعوا لعدد من المظاهرات تنطلق من أماكن مختلفة فى القاهرة، وتتجه جميعا إلى التحرير، «ستخرج مسيرات حاشدة من إمبابة وشبرا وبولاق وستتجه إلى الميدان». مؤكدا «استمرار الاعتصام لحين تحقيق مطالب الثورة كاملة». وفيما زاد عدد الخيام بشكل ملحوظ فى الميدان استعدادا لمليونية اليوم. زار وفد من مجلس الشيوخ البولندى التحرير أمس، وتجول الوفد داخل خيام المعتصمين بالميدان، وأعربوا عن إعجابهم بالثورة المصرية وما حققته من نجاح. أحد أعضاء مجلس الشيوخ البولندى أندريز هاليكا قال ل«الشروق» إن الثورة المصرية «أذهلت العالم خاصة الدول الأوروبية التى تحدثت كثيرا عن غياب الديمقراطية فى الدول العربية»، مؤكدا أن الثورة «أحدثت تغييرات جذرية فى حياة المواطن المصرى من النواحى السياسية والاقتصادية، وجعلته أكثر انفتاحا على الديمقراطية والحرية». وأضاف هاليكا: «على الحكومة المصرية سرعة الاستجابة لمطالب المتظاهرين حتى تعود الحياة الطبيعية وتستعيد مصر قوتها الاقتصادية من جديد». وأعرب عدد من المتظاهرين عن استيائهم من زيارة أعضاء مجلس الشيوخ البولندى للميدان مبررين ذلك بتخوفهم من اتهام البعض للمتعاملين مع الأجانب بالعمالة لدول أجنبية والحصول على تمويلات خارجية. ونظم العشرات من المتظاهرين مسيرات طافت الميدان للمطالبة بالمحاكمة السريعة لمبارك ورموز نظامه والقصاص من قتلة الثوار، رافعين لافتات كتبت عليها «بأى حق يخرج المجرمون من السجون ويبقى المظلومون فيها، «أخرجوا جميع المحكومين السياسيين من المحاكم الظالمة». إلى ذلك رفضت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة فى المليونية «لأن المصلحة العامة تقتضى إعطاء المجلس العسكرى وحكومة تسيير الأعمال المهلة الكافية لتنفيذ برنامجهم الذى أعلنوا عنه فى بياناتهم الثلاثة التى أصدروها الأسبوع الماضى»، بحسب المتحدث الرسمى للجماعة محمود غزلان. غزلان قال ل«الشروق»: «علينا إعطاءهم الفرصة لتنفيذ ما وعدوا به، وعلينا مراقبة ومتابعة التزامهم بذلك وفق معدل زمنى مقبول، ربنا خلق الكون فى 6 أيام وكان يستطيع خلقه فى لحظة واحدة». ولا تخشى الجماعة اتهامها بالخروج عن الإجماع الوطنى بعدم مشاركتها فى مليونية اليوم، التى تتخذ شعار «جمعة الإصرار على استكمال المطالب»، بحسب غزلان الذى أكد «أنهم دعاة تجميع ولم شمل وليسوا دعاة تفريق». وتابع: «ننظر للمصلحة العامة للبلاد التى تسبق المصلحة الشخصية أو الفئوية، لا يعنينا ما يقوله عنا الآخرون». واتفق معه القيادى الإخوانى محمد البلتاجى الذى برر عدم مشاركتهم فى مليونية اليوم والاعتصام المفتوح فى ميدان التحرير قائلا: «لقد وصلت رسالتنا ومطالبنا فى مليونية 8 يوليو وجاء الرد النظرى عليها فى خطابى شرف والبيان الأخير للمجلس العسكرى». وأضاف: «علينا الانتظار أسبوعين قبل اتخاذ قرار بالمشاركة فى أى فاعليات جديدة، التى قد تكون لتأييد الاستجابة لمطالبنا، أو لتصعيد ضغوطنا من أجل الاستجابة للمطالب». وفى المقابل، دعت قوى وائتلافات شبابية منها حركات «كفاية» و«شباب 6 أبريل» و«شباب من أجل العدالة والحرية» و«ائتلاف شباب الثورة» و«اتحاد شباب الثورة» و«الجمعية الوطنية للتغيير» و«الجبهة الديمقراطية» المواطنين للمشاركة فى مليونية اليوم للتأكيد على ضرورة الاستجابة للمطالب التى رفعوها الجمعة الماضية منها محاكمة الرئيس المخلوع وأسرته والقصاص من قتلة المتظاهرين، وإعادة النظر فى الموازنة العامة للدولة.