حضت الجامعة العربية المجتمع الدولي الكف عن صمته، والبدء بالضغط الجاد على إسرائيل لإلزامها بالامتثال لقواعد القانون الدولي، وقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي الإنساني. وقال الأمين العام المساعد لشئون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح فى تصريح له اليوم الاثنين، بهذا الصدد: إن الوضع الدولي شائك ومضطرب بسبب عدم اتزان الموقف الأمريكي بما يخص الصراع العربي - الإسرائيلي.. وأضاف "لا نفهم ولا تفهم الشعوب بأن يقف أعضاء الكونجرس الأمريكي 29 مرة ليصفقوا لخطاب بنيامين نتنياهو، وأن يصفقوا له 59 مرة أخرى وهم جالسون مع أنه خطاب عدواني وضد عملية السلام". وانتقد بشدة قرار الكونجرس الأمريكي قبل أربعة أيام بمعارضة سعي الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره ومنع منظمة التحرير الفلسطينية من التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية بالمنظمة الدولية. وقال إن الكونجرس أراد من قراره المذكور معاقبة الشعب الفلسطيني، ومن هنا هدد بوقف المساعدات المقدمة للسلطة الوطنية، ونعتبرها رسالة من الكونغرس لدعم العدوان وليس المساعي المبذولة لإحلال السلام. وأكد أن الجامعة العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي تؤكد أن للشعب الفلسطيني حقوقا ثابتة وغير قابلة للتصرف، وأنها مع المعركة الشرسة التي يخوضها الشعب الفلسطيني لانتزاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وأضاف صبيح فى تصريحه القول.. نحن مع المواقف الثابتة للرئيس محمود عباس وللقيادة الفلسطينية ونؤكد أن هذه القيادة لن تنحني لهذه التهديدات. واعتبر أن ما يميز الموقف الأمريكي بأنه غير حازم بالتعامل مع العدوان الإسرائيلى وإجراءاته القمعية والأحادية، مشددا على أن حماية السلم والأمن الدوليين يستدعي موقفا مغايرا من واشنطن يضمن وقف الاستيطان، وإعادة الهيبة للقانون الدولي ولقرارات الأممالمتحدة. وأبدى صبيح فى تصريح أيضا قلقه الشديد على ما يجري في مدينة القدسالمحتلة، مضيفا " في سابقة خطيرة عقدت حكومة الاحتلال اجتماعها الأسبوعي في التاسع والعشرين من مايو الماضي في قلب البلدة القديمة من مدينة القدسالشرقية، احتفالا باحتفالها وتحديا للعالم أجمع ". واردف " لا ننسى قول رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الاجتماع " إن وحدة القدس هي أحد أسس وحدة الشعب الإسرائيلي، وأن القدس عاصمة لدولة وشعب إسرائيل"، موضحا أن حكومة نتنياهو صادقت في الاجتماع نفسه على موازنة لتعزيز خطط المدينة تبلغ قرابة 100مليون دولار. وأضاف صبيح ان هذه التصريحات والإجراءات المدانة هي دليل واضح على أن حكومة الاحتلال تمضي قدما في انتهاكاتها لكل قرارات الشرعية الدولية، التي تعتبر اجراءات اسرائيل في القدس باطلة ولا يعتد بها، كما تثبت استخفاف إسرائيل برغبة المجتمع الدولي في التوصل إلى سلام دائم وشامل لتحقيق حل الدولتين. وقال إن تحقيق السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وشدد على أنه في ظل هذا التصعيد والإجراءات الإسرائيلية على الأرض أصبح مفروضا على المجتمع الدولي الكف عن صمته، والبدء بالضغط الجاد على إسرائيل لإلزامها بالامتثال لقواعد القانون الدولي، وقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي الإنساني.