رأى قيادى بارز فى المعارضة الليبية أن مذكرة اعتقال العقيد معمر القذافى ونجله سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبدالله السنوسى، التى أصدرتها قبل ثلاثة أيام المحكمة الجنائية الدولية، أغلقت الطرق أمام أى مساع للتفاوض مع القذافى الذى «سدت فى وجهه جميع منافذ النجاة»، فى وقت تتحدث فيه أنباء عن لجوئه إلى السحرة للتغلب على الثوار. وقال ممثل المؤتمر الوطنى للمعارضة الليبية، أحد مكونات المجلس الانتقالى، فى مصر، فايز جبريل ل«الشروق» إن «مذكرة الاعتقال تغلق الباب أمام أى مساع للحوار بين المجلس الانتقالى والقذافى بعدما كان متاحا له منافذ للخروج الآمن مقابل وقف حمام الدم والتخلى عن السلطة». ورأى أن أى مفاوضات مع النظام «لن تكون شرعية بعد صدور مذكرة الاعتقال لأنه فى نظر القانون الدولى نظام مجرم ومطلوب للعدالة بما يفقده أى أهلية للتفاوض». وتتهم المحكمة القذافى ونجله ورئيس مخابراته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تشمل القتل والاضطهاد بين منتصف فبراير و28 من الشهر ذاته. وقال المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إن اعتقال «المشتبهين» الثلاثة يقع مبدئيا على عاتق ليبيا ضمن مسئولياتها كعضو فى الأممالمتحدة، وليس قوات التحالف الدولى، بقيادة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، التى تشن حملة جوية لحماية المدنيين من الكتائب الموالية للقذافى، بحسب وكالة رويترز. ورأى أوكامبو أن اعتقال القذافى لا يعدو كونه مسألة وقت. وفى تعليقه على هذه التصريحات أكد جبريل أن «الأولوية الآن لدى الثوار هى اعتقال القذافى وزمرته وليس قتله؛ لأن الشعب لن يشفى صدره سوى رؤية القذافى مكبلا فى الأصفاد». ومع ذلك توقع أن «يستمر القذافى فى الحرب»، معتبرا أن «النظام الليبى مازال يراهن على الخلاف بين أعضاء الحلف على أمل أن تتوقف عمليات الناتو قريبا». لكنه استدرك بالتأكيد على أن «الثوار باتوا الآن أقوى.. كما أن صدور مذكرة الاعتقال ستؤدى إلى انشقاق عدد كبير من المجموعة الصغيرة الملتفة حول القذافى». فى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية أن فرنسا أمدت الثوار خلال الأسابيع الماضية بقاذفات صواريخ وبنادق هجومية ومدافع وصواريخ مضادة للدبابات عبر إسقاطها بالمظلات فى منطقة جبل نفوسة جنوب العاصمة طرابلس، حيث يعتقد أن القذافى يتحصن فى مجمع باب العزيزية. يأتى ذلك فيما عرض تليفزيون «الأحرار» التابع للمجلس الانتقالى مساء أمس الأول شابا موريتانيا فى متوسط العمر قدم نفسه على أنه «ساحر» تم «استجلابه» إلى ليبيا فى رفقة عشرات السحرة من موريتانيا والسنغال ومالى والنيجر لمساعدة القذافى فى كسب حربه ضد الثوار. وأضاف الشاب أن نظام القذافى يتفق مع الساحر على أجر بقيمة 500 ألف دولار، ومن بين السحرة ساحرة سنغالية مشهورة يتردد عليها القذافى بشكل دائم، مضيفا أنه ورفاقه يستخدمون «حكمة» يسمونها «قطع الشجرة» تستهدف «قتل أعداء القذافى وإرباكهم» من خلال كتابة اسم أحد أعضاء المجلس الانتقالى على جذع الشجرة وقطعها ل«يموت صاحب الاسم المكتوب» بمجرد إسقاط الشجرة، على حد زعمه.