أعلنت الحكومة الليبية، أمس الأحد، أن معمر القذافي هو الخيار التاريخي للشعب الليبي ولا يمكن تنحيته، متراجعة عن تصريحات صدرت في وقت سابق عرضت إجراء انتخابات بشأن دوره في المستقبل. وقال موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، في بيان صدر في ساعة متأخرة أمس الأحد: إن القذافي هو الرمز التاريخي لليبيا، وهو فوق كل الأعمال السياسية وفوق كل الألعاب السياسية والتكتيكية. وأضاف، أن القذافي في هذه المرحلة الحالية وفي المستقبل هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده، وقال البيان: إنه بالنسبة لليبيا حاليا وفي المستقبل الأمر يعود للشعب وللقيادة لتقرير ذلك ولا يعود الأمر للجماعات المسلحة ولا لحلف شمال الأطلسي كي يقرروا ذلك. ويحكم القذافي ليبيا منذ وصوله إلى السلطة في انقلاب عسكري عام 1969، وهو يواجه ضغوطا كي يتخلى عن السلطة من قبل المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه، ومن قبل حملة جوية يشنها حلف شمال الأطلسي. ولكن تصدعات بدأت تظهر داخل حلف الأطلسي أيضا مع شعور بعض دول الحلف بقلق ازاء سقوط ضحايا بين المدنيين وتكلفة الحملة، وحقيقة أن القذافي لم يتزحزح عن موقفه بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغارات الجوية. وقالت قيادة المعارضين الليبيين في معقلها بشرق البلاد في بنغازي، إنها على اتصال غير مباشر مع حكومة القذافي، ما أثار احتمال بالتوصل لتسوية سياسية للصراع الذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى، ولكن المتحدث باسم الحكومة قال في البيان: إن الحديث عن اتفاق سابق لأوانه. وقال البيان: إنه لا يمكن بدء مرحلة جديدة قبل أن يوقف حلف شمال الأطلسي عدوانه على ليبيا. وأضاف، أنه بالنسبة للجماعات المسلحة فليس لها قوة على الأرض ولا تمثيل شعبي، وقال إبراهيم: إنه أصدر هذا البيان لتوضيح التصريحات التي أدلى بها في وقت سابق اليوم الأحد. وقال للصحفيين في ذلك الوقت في طرابلس: إن الحكومة تقترح فترة من الحوار الوطني وانتخابات يشرف عليها مراقبون دوليون. وأضاف، أنه إذا قرر الشعب الليبي ضرورة أن يرحل القذافي فسوف يرحل، وإذا قرر الشعب أنه ينبغي أن يبقى فسوف يبقى، وكان سيف الإسلام أحد أبناء القذافي طرح فكرة إجراء انتخابات لأول مرة في وقت سابق هذا الشهر. وفقد الاقتراح قوته حين بدا أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي يرفضه، وفي ذلك الوقت رفضته أيضا المعارضة المسلحة للقذافي في شرق البلاد، كما رفضته واشنطن، ويقول كثير من المحللين، إن القذافي وعائلته لا يعتزمون التخلي عن السلطة، ويقولون، إنه بدلا من ذلك يطرح الزعيم الليبي إمكانية إبرام صفقة لمحاولة توسيع الصدوع التي بدأت تظهر في الائتلاف الذي يضيق الخناق عليه. وتقاتل قوات الحكومة الليبية معارضين تدعمهم القوة الجوية لحلف الأطلسي منذ 17 فبراير، حين خرج آلاف الناس في انتفاضة ضد حكم القذافي، وأصبحت الانتفاضة أكثر انتفاضات الربيع العربي التي تجتاح الشرق الأوسط دموية. ويسيطر المعارضون الآن على الثلث الشرقي من البلاد وعلى جيوب في الغرب، لكنهم عجزوا عن مواصلة التقدم إلى العاصمة، ما ترك القوى الغربية تعول على حدوث انتفاضة في طرابلس للإطاحة بالقذافي، ويحاول المقاتلون المعارضون للقذافي التقدم غربا إلى طرابلس من مصراتة، وهي مدينة يسيطرون عليها على بعد نحو 200 كيلو مترا شرقي العاصمة، وتعوق طريقهم قوات القذافي المتركزة في بلدة زليتن المجاورة. وقال متحدث باسم المعارضين في زليتن لرويترز: إن حلف الأطلسي يهاجم قوات القذافي في البلدة، وقال المتحدث الذي أوضح أن اسمه مبروك: إن "حلف شمال الأطلسي يؤدي مهمة جيدة هنا" ، حلف الأطلسي أعطى كتائب (القذافي) إنذارا لترك مواقعها ونقاط التفتيش، الإنذار ينتهي في 26 يونيو الليلة." ونقل الحلف في الماضي تحذيرات للقوات الحكومية من خلال الدخول على الترددات اللاسلكية التي تستخدمها وبإلقاء منشورات فوق مواقعها، وقال المتحدث باسم المعارضين: إن "الوضع الإنساني يسوء، هناك نقص في المواد الغذائية والأدوية، والوقود والغاز غير موجودين." ومني القذافي بهزيمة إعلامية، حين انشق أربعة من أفراد المنتخب الوطني لكرة القدم و13 شخصية أخرى في مجال كرة القدم، وانضموا إلى المعارضين حسبما أعلنه المجلس الانتقالي الوطني المعارض، ويشجع الليبيون الرياضة بشغف وارتبط المنتخب الوطني بقوة بحكم القذافي. وفي وقت ما كان ابنه السعدي يلعب ضمن الفريق. وردا على سؤال عن الانشقاقات قال المتحدث الحكومي إبراهيم: إن فريق كرة القدم الليبي مكتمل ويؤدي كل واجباته داخل البلاد وخارجها، وسمح هدوء مؤقت في القتال للجنة الدولية للصليب الأحمر بلم شمل عائلات فرقتهم الاشتباكات. ووصلت السفينة إيونيس إلى ميناء طرابلس، اليوم الأحد، وعلى متنها 106 أشخاص من المعقل الرئيسي للمعارضين في بنغازي، وكان كثير من المسافرين من كبار السن وعائلات لديها أطفال صغار، وانتظر بضعة عشرات من الناس رسو السفينة، وكان بينهم محمد الجمزي الذي قال: "أنا أحب معمر القذافي كثيرا جدا." وفي إطار نفس المبادلة حملت سفينة حوالي 300 شخص من طرابلس إلى بنغازي يوم الجمعة. وكان بينهم عشرات من مؤيدي المعارضة الذين احتجزتهم السلطات.