انت مسلم ولا مسيحى، مع الدولة الدينية ولا المدنية، نازل التحرير يوم الجمعة ولا مش نازل، انت اسف يا ريس ولا مش اسف يا ريس، سلفى ولا اخوان، مع عمرو موسى ولا البرادعى، مع الدولة الرئاسية ولا البرلمانية، الانتخابات أول ولا الدستور، مع محاكمة مبارك ولا حرام، محجبة ولا بشعرك، اهلاوى ولا زملكاوى، بتحب عمرو دياب ولا تامر حسنى....... بقالنا فترة كلامنا بقى بالشكل ده وبقينا نسمع اى نقاش بالطريقة دى، معدش حد مننا بيحترم اختيارات التانى، أو بيعترف بحقه فى التميز والاختلاف، مع ان ده مش طبيعى والأصل فى البشر هو الاختلاف والتنوع. ده حتى كمان فى السياسة، تشوف التعليقات تحت اى خبر فى المواقع الاخبارية: اثيوبيا تنشئ سد الالفية.. يبقى لابد من الضرب العسكرى للسدود ونحارب اثيوبيا، اسرائيل بتبصلنا بطريقة وحشة.. نضرب اسرائيل، بوروندى مش عارف مالها.. نضرب بوروندى، حتى دى كمان.. هانضرب بوروندى؟!!! ويا سلام بقى وانتا على Facebook تلاقى صفح وجروبات ايه ماتعدش: معا ضد فلان، رابطة كارهى فلان، يعنى اعمل صفحة واقعد اكتب تعليقات وكل ده ليه.. عشان أعلن انى بكره بنى ادم!!! المشكلة الاكبر انك تلاقى عدم وجود ثقافة الاختلاف مش بس بقى فى الناس اللى مش متعلمين او الناس البسيطه ولاحتى فى الشارع، ده كمان وصل للحكومة والنخبة الحاكمة، ومش هقول مثال على ده الخناقات اللى بتحصل فى برامج التلفزيون او المناظرات اللى تحسسك انك واقف فى سوق انما انا عاوز اتكلم على موضوع اغلاق موقع تواصل (موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية باللغة العربية). الموقع ده شاف السادة المسئولين عن عقولنا وتفكيرنا انه مش كويس اننا (كشعب عبيط يعنى وممكن اى حد يضحك علينا) ندخل على الموقع ده ونقرا محتواه وعليه قرر الساده المسئولين انهم يقفلوا الموقع فى مصر.. لية؟ طب قرار مين؟ طب الشعب موافق ولا لأ؟ كل ده مش مهم.. طب يا عم انا مش موافق وعاوز ادخل اشوف الناس دى بتقول اية وبتعمل اية، انا مختلف معاك فى القرار ده.. بس الحمد لله اننا عندنا ثقافة عدم الاختلاف، فى واحد مسئول شاف انه موقع مش مفيد قالك لو سبناه ممكن الناس تختلف، فنقفله عشان ميبقاش عندنا اختلاف واهو برده ماشى مع مبدأ: الموقع اللى يجيلك منه الريح سده واستريح. ملحوظه: وزارة الخارجية الاسرائيلية انشأت صفحه على Facebook للتواصل مع الناطقين باللغة العربية وصل عدد المشتركين فيها اكتر من 85000 مشترك يعنى الموضوع مش فرض رأى.. اللى عاوز يوصل لحاجه هيوصلها. موقف تانى لفت نظرى.. المتحدث الإعلامي لجماعة دينية – بدون تحديد – يخرج علينا ليقول: نرفض الديمقراطية حيث البشر يشرعون لأنفسهم، احب اقوله يا سيدى الفاضل ماهو الديمقرطية دى حاجة كويسة برضه ومتوافقة مع كافة الاديان مش ضد اى دين، وحتى لو كانت مش متوافقة مع الدين، مش من حقك ترفضها لأنك موجود فى بلد نفسها فى الديمقراطية اللى سعادتك معترض عليها ممكن تقول ان حضرتك مختلف مع اسلوب تنفيذها مش مقتنع بيها حتى، انما تعترض عليها خالص؟!! نيجى بقى لموضوع قوائم العار وهي تلك التي تضم الفنانين المعاديين لثورة 25 يناير، وهو ما أعتبره فى رأيى الشخصى نوع من انواع الديكتاتورية، يعنى احنا كدة بنتبع مبدأ لو أنت مش معايا تبقى ضدى، لأ الموضوع مايبقاش كده، كلنا مصريين ولكل واحد وجهة نظره ورأيه وهو حر فيه، ومش معنى انه اختار حاجه مش صح من وجهة نظرى انه يبقى غلطان. عاوز كمان اتكلم فى موضوع الكورة.. لو حد فاكر، من شهر كدة كان ماتش نهائى ابطال اوروبا وشوفنا كلنا درس فى كيفية احترام وتقبل الاخر.. شوقنا ازاى برشلونة الاسباني لعب في ستاد ويمبلي في قلب العاصمة الانجليزية لندن وقدر يغلب مانشيستر يونايتد الانجليزي في انجلترا 3-1 وازاى خلص الماتش بشكل رائع ابهر العالم كله وطبعا ابهر المصريين اللى وقتها مكانوش لسه فاقوا من الصدمة بتاعة موقعة الراجل ابو جلابية فى ماتش الزمالك. كلنا شفنا لاعبى البارسا وهما شايلين كأس أوروبا فى قلب لندن وبيحتفلوا بالصورة المبهجة الآمنة دى والآف الجماهير الانجليز حواليهم ومفيش حاجة بتفصلهم عن ارضية الملعب سوى سنتيمترات قليلة بس ماكانش حد بيحاول ينزل من المدرجات، مع ان مفيش اسوار ولا اسلاك ولا قوات أمن ولا اى حاجة من دى خالص. أنا حبيت اتكلم عن موضوع الكورة عشان اليومين دول فاضل كام يوم على ماتش الاهلى والزمالك وربنا يستر وميتكررش موضوع نزول جمهور الفريق الخسران ده، ونتقبل كلنا الطرف الاخر بصرف النظر مين فاز ومين خسر. وأحب اختم الموضوع ده بمقوله رائعة لغاندى بتقول: الحضارة هى قبول الاخر، الديمقراطية هى تشجيع الاختلاف.