●● قال ملادينوف المدير الفنى لإنبى للاعبيه بين الشوطين: «ستلعبون مع أهلى آخر فى الشوط الثانى».. وكان الرجل محقا.. فقد لعب جوزيه مع لاعبيه.. خفف عنهم الضغط النفسى، حين قال لهم، حسب روايات أعضاء من الجهاز: «تحرروا من هذا الضغط، فلو خسرنا سيكون الفارق نقطة مع الزمالك ونستطيع التعويض، ولو تعادلنا فسوف نتساوى فى النقاط، ولو فزنا سنتقدم بنقطتين».. وكان ذلك أهم دور لعبه المدرب البرتغالى، ففى الشوط الأول بدا أن ستويكو ملادينوف أطلق قنبلة غاز أعصاب على لاعبى الأهلى، وشل حركتهم، أو لعل ملادينوف استعان بعراف قارئ فنجان، قادر على صرف الشياطين.. لكنه فى الواقع فعل ما يجب أن يفعله أى مدرب يملك بعض الذكاء، وبعض الأدوات، وبعض الجرأة، وبعض النقاط، فهاجم الأهلى بقوة، ولم يخضع للسيناريو الذى ظنه مانويل جوزيه، وهو أن يهاجم فريقه، ويدافع الآخر.. وكانت نتيجة ضغط إنبى أن العكس حدث، تراجع الأهلى إلى موقف الدفاع، مما زاد من الضغط والشلل والارتباك بين صفوفه.. فلا تمرير دقيقا، وكل لاعب يمسك بالكرة يبدو كأنه «كلاوديو ماكليلى» حين كان مع ريال مدريد وقبل رحيله إلى تشيلسى.. كل منهم يستلم الكرة ويردها للخلف، أو يمررها إلى زميل على مسافة ثلاثة أمتار، وهذا إذا رأى الزميل.. وضربت المثل بماكليلى، لأنه فى تاريخ الكرة هناك مايسمى «حالة ماكليلى» باعتباره نموذجا. ●●عالج مانويل جوزيه لاعبيه نفسيا، فيما بين الشوطين، ثم قام بالتصحيح الفنى المبنى على قراءة جيدة للقاء، فالرجل لا يشاهد المباريات مثل الآخرين، متفرجا، متحمسا، مندهشا ومنفعلا أحيانا، ولكنه يقرأ و يفكر.. وكى تحكم على جوزيه وعلى التغييرات التى أجراها عليك أن تضع نفسك مكانه وتنظر إلى دكة الاحتياطى بجوارك.. من ستدفع به مكان سيد معوض المصاب؟! لن أفكر فى شبانة وحسين السيد، وإينو، وقد أفكر فى شهاب الدين أحمد بما لديه من نزعة هجومية خاصة بعد تألقه فى مباراة المنتخب الأوليمبى.. لكن ماذا فعل جوزيه؟ دفع بأحمد شكرى فى الوسط كمهاجم بدلا من معوض. وأشرك دومينيك فى المقدمة بدلا من بركات، لأنه فى حاجة إلى رأس حربة داخل الصندوق، وليس إلى لاعب سريع مثل بركات يأتى من الخلف.. ولعب الفريق 4/3/3.. بعد تعديل التكوين، ونقل أحمد السيد لمركز الظهير الأيسر. حين تقدم الأهلى بالهدف الثانى عاد جوزيه إلى 3/5/2.. ودفع بحسين السيد فى مركز الظهير الأيسر، وأعاد أحمد شكرى لمركز الظهير الأيمن. ●● ليس بالضرورة أن يكون جوزيه بطلا لكل مباراة، فهو يقع فى أخطاء.. لكن رأيى دائما فى هذا المدرب، أنه يبدع فى المباريات الصعبة، وكانت مواجهة إنبى من تلك المباريات.. ولأن مشاعر الناس دائما صادقة فإن موهبة جوزيه وشخصيته القوية وراء علاقة الحب الجارفة، بينه وبين جماهير الأهلى، وهى تبدو كما لو كانت بين شعب وبين زعيمه أو بين بطل وبين مريديه. أو بين شيخ وبين دراويشه؟!