«لماذا الإخوان المسلمون هم أفضل الديمقراطيين فى مصر؟»، بهذا التساؤل الغريب عنونت مجلة تايم تقرير كاتبها بوبى جوش، الذى قارن بين وضع الإسلاميين فى العراق عقب سقوط الرئيس الراحل صدام حسين فى 2003، ومرحلة ما بعد مبارك. وقال جوش إنه مع سقوط صدام حسين اندهش الكثير من المحللين الغربيين من سهولة إنشاء القوى الدينية «نظاما سياسيا تعدديا»، بعكس الأحزاب العلمانية التى عاش قادتها فى الديمقراطيات الغربية لعقود، بينما أقام الإسلاميون فى بلدان مثل سوريا وإيران. وبجرأة قرر جوش أن «نفس الشىء يصدق على مصر»، فعلى الرغم من ظهور ما لا يعد ولا يحصى من الحركات السياسية العلمانية والليبرالية واليسارية، فإن «الإخوان المسلمين وحدهم هم من قرأ بوضوح مرحلة ما بعد مبارك». وتستند مجلة تايم الأمريكية فى رأيها هذا إلى أن الإخوان المسلمين بدأوا حملاتهم الانتخابية فى القاهرة والأقاليم على الرغم من عدم تحديد موعد للانتخابات البرلمانية المقبلة. أما ثانى عوامل قوة الإخوان بنظر جوش، فهى أنهم وضعوا القوى العلمانية فى مأزق عقب تأييد الإسلاميين للتعديلات الدستورية، التى فازت بأكثر من 77% من الأصوات الشعبية، حيث صار الليبراليون واليساريون يتخوفون من دستور تكتبه لجنة يعينها العسكريون قبل الانتخابات، أو دستور يشارك فى وضعه الإسلاميون بكتلتهم الكبيرة المتوقعة فى البرلمان القادم. ولم يشر جوش إلى أن هذه النسبة الكبيرة المؤيدة للتعديلات الدستورية لم تصدر على مواقف دينية أو داعمة للإخوان، بل كان دافعها الأساسى هو الرغبة فى الاستقرار. هذا الخيار وضع الليبراليين فى موقف معاد للديمقراطية، بحسب تايم، وهو ما عبر عنه الروائى والناقد للإخوان المسلمين علاء الأسوانى بقوله «لقد اتخذ المصريون قرارهم، وعلينا احترامه». وعندما طالب القيادى الإخوانى عصام العريان بأن يشترك جميع المصريين فى إقرار الدستور الجديد للبلاد، بحيث لا يكون لأى قوة صوت أعلى من الباقين، وصفته تايم بأنه توجه «مسئول» من القضايا الوطنية.