يجري حاليا التأسيس لستة بنوك جديدة للتمويل متناهي الصغر في مصر ولبنان والسودان وفلسطين وموريتانيا وجيبوتى، حيث إن تأسيس بنوك للفقراء هى حصيلة خبرة تنموية تمتد لأكثر من ربع قرن مع الشرائح المجتمعية الفقيرة، التى ساهمت البنوك فى وقف معاناتها. وكان تبنى برنامج الخليج العربى للتنمية لمشروعه الخاص بإنشاء بنوك الفقراء فى الوطن العربى، انطلاقة من قناعته الراسخة لفاعلية القروض الصغيرة ومتناهية الصغر فى محاربة الفقر والتخفيف من حدته فى المجتمعات العربية ورفع المستوى المعيشى لشريحة الفقراء لتصبح قوة منتجة تعتمد على ذاتها وتسهم فى دعم مجتمعاتها. ويقدر حاليا عدد سكان الوطن العربى ب351 مليون نسمة يعيش أكثر من 19% منهم تحت خط الفقر "أقل من 2 دولار أمريكى فى اليوم"، ويقدر عدد الفقراء فى الوطن العربى بحوالى 70 مليون فقير، المؤهلين منهم للحصول على خدمات مالية يصل الى قرابة 35 مليون فقير من بينهم 3 ملايين فقط تمكنوا من الحصول على خدمات مالية. ويتراوح حجم الطلب على سوق الاقراض حاليا مابين 18 و27 مليار دولار، وعدم وجود بنوك ومؤسسات كافية ومؤهلة لتغطية سوق الاقراض ومعاناة مؤسسات الإقراض فى الوطن العربى من عدم توفر التسهيلات المالية لها فى الوقت المناسب لتغطية وتلبية احتياجات عملائها، يجعل من فكرة انشاء بنوك للفقراء ضرورة وحتمية ملحة، حيث لم يتجاوز عددهم فى الدول العربية حتى الان سوى 4 بنوك فقط بالاضافة الى 10 مؤسسات اقراض تغطى 50% من إجمالى عدد المقترضين. الجدير بالذكر أن فكرة تأسيس بنوك للفقراء مرت بعدة محطات بدأت ببنك للفقراء فى بنجلاديش أسسه محمد يونس الذى حصل على جائزة نوبل على فكرته، ثم تبنى الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند" مبادرة لتأسيس بنوك للفقراء فى الوطن العربى، وتستهدف مبادرة الامير طلال بن عبد العزيز خدمة مليون عميل من بنك الفقراء بنهاية عام 2015. وفى عام 2002 تأسس بنك الأمل للأقراض الأصغر فى اليمن، وفى مايو 2003 صدر فى الأردن قانون لتسجيل البنك الوطنى لتمويل المشروعات الصغيرة لدى وزارة الصناعة والتجارة، وتم افتتاح البنك رسميا فى عام 2006، وفى عام 2009 تم تدشين بنك الإبداع للتمويل متناهى الصغر فى البحرين، وأعقبهما بنك الإبداع للتمويل متناهى الصغر فى سوريا.