حددت الشركة العربية 13 يوليو المقبل موعدا نهائيا لعرض فيلم «المسافر» أول انتاج لوزارة الثقافة المصرية منذ 40 عاما تقريبا، بعد سلسلة من التأجيلات امتدت لعام ونصف العام، أثار خلالها كثير من الجدل خارج مصر أثناء مشاركته فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا الدولى، وداخل مصر عند عرضه فى افتتاح مهرجان الاسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط، كما كان السخاء فى انتاجه الذى يزيد على 20 مليون جنيه مثار جدل ايضا. «المسافر» الذى جاب مجموعة من أهم المهرجانات، وحصل على حكم قضائى بعرضه فى 114 دولة حول العالم تقرر طرحه فى مصر بعدد 5 نسخ فقط، وهو ما وصفه مخرج الفيلم أحمد ماهر بالأمر المضحك، وقال: طرح الفيلم بهذا العدد الهزيل يؤكد أننا فى مصر مازلنا نتعامل مع الأفلام الفنية على أنها بدون جمهور، وأن الثورة لم تغير شيئا فى شخصية ورؤية المصريين. ويرى ماهر أن الفيلم يجب أن يطرح فى 50 نسخة على الاقل للجمهور المصرى، لأنه يضم عددا كبيرا من الممثلين على رأسهم النجم العالمى عمر الشريف، بالاضافة إلى أن هناك حالة من الجدل تطارده منذ عرضه الاول فى فينسيا ومستمرة حتى اليوم، كما أن انقسام مشاهديه ما بين مؤيدين ومعارضين يخلق فضولا عند الجمهور لمشاهدته. وأكد ماهر أن هذا العدد القليل من النسخ سيعرض الفيلم لظلم كبير خاصة إذا تمت مقارنته مع الأفلام الاخرى التى تنافسه فى نفس الموسم وطرحت ب50 نسخة، لذلك سأحرص على مقابلة الفنانة إسعاد يونس موزعة الفيلم لأعرف وجهة نظرها فى طرح الفيلم بهذا العدد الهزيل من النسخ الذى لم يكن طموحا بالنسبة له. وأشار إلى أنه بعد علمه بعدد النسخ الذى سيطرح بها الفيلم تأكد أنهم يتعاملون مع «المسافر» وكأنه فيلم أجنبى، أو مثل الافلام التى يتم تصويرها بطريقة الديجيتال ثم يتم تحويلها إلى 35 مللى لطرحها فى دور العرض جماهيريا، وقال إن فى ذلك اهانة كبيرة للفيلم، لأنه مصرى 100 %، فهو ناطق بالعربية، وكل من يعملون به مصريون، فكيف يتم التعامل معه بهذا الشكل غير اللائق؟! وشدد ماهر على أنه غير مهتم بحجم الايرادات التى يحققها الفيلم، وكل ما يشغله فقط أن يصل الفيلم إلى كل الجمهور فى المحافظات المختلفة. وتابع: «المسافر» فى رأيى فيلم له خصوصية ويستحق المشاهدة أكثر من مرة، وما فعلوه به سيحرم الجمهور من الاستمتاع بمشاهدته. ونفى أحمد ماهر ما ذكره وزير الثقافة عماد أبوغازى فى حوار «الشروق» قبل اسبوعين حول أنه اعاد مونتاج الفيلم مرة أخرى، مؤكدا فى الوقت نفسه أنه لم يشاهد الفيلم منذ فترة طويلة، وتوقع أن هناك من قال المعلومة بشكل خاطئ للوزير. وأشار ماهر إلى أن الفيلم طبع له نسخة واحدة فقط، هى ما عرضت فى كل المهرجانات وأصبحت الآن غير صالحة للعرض، وعند طباعة النسخ الجديدة لم أتدخل أو أحذف شيئا من الفيلم، فكل هذه الامور لا تزيد على كونها شائعات. غير أن ماهر أشاد فى الوقت نفسه بطلب وزير الثقافة التحقيق فى تأخير عرض «المسافر»، وقال إنه ينتظر التقرير النهائى حول تجميد عرض الفيلم عاما ونصف العام كاملة، لأنه شخصيا لا يعلم. وأبدى ماهر استغرابه من طريقة تعامل وزارة الثقافة مع «المسافر» قبل الثورة مؤكدا أنها لم تساند الفيلم نهائيا، ولم ترشحه للجنة المهرجانات للمشاركة فى أى من المهرجانات الذى عرض بها، حتى أنه لم يحضر أحد يمثل الانتاج وقت عرضه فى مهرجان فينسيا، والعجيب أن الوزارة لم تروج للفيلم بأى شكل من الاشكال رغم أنها المنتجة له. ورغم كل ما سبق أنهى أحمد ماهر حديثه بشىء من التفاؤل حيث أكد أن القدر ساهم فى تأجيل الفيلم الفترة الماضية، ليكون للفيلم الحظ فى العرض بعد ثورة 25 يناير العظيمة، ولكى يشاهده الجمهور الحقيقى للسينما، ومن المؤكد أنه سيحكم عليه بشكل فنى مختلف، وليست أحكاما تجارية، وهذا ما كنت أبحث عنه من البداية. وأكد ماهر أنه لا يعرف إن كان هذا الموسم مناسبا تسويقيا لعرض «المسافر» أم لا، ولكن ما يثق فيه أن الفيلم محظوظ فى أنه عرض بعد الثورة، لأن أى فيلم عرض بعد الثورة سيتم الحكم عليه بشكل مختلف. فيلم «المسافر» تأليف واخراج احمد ماهر، وبطولة عمر الشريف، وخالد النبوى، وعمرو واكد، وشريف رمزى، وبسمة وسيرين عبدالنور.