"برشلونة يصنع التاريخ في مدينة الخلود" .. كان هذا هو العنوان الرئيسي للموقع الرسمي لنادي برشلونة الإسباني على الإنترنت بعد انتهاء مباراته مع مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا بحصول البارسا على اللقب الثالث له هذا الموسم والثالث له في تاريخ بطولات دوري الأبطال الأوروبية بعد بطولتي 1992 و2006 ، حيث تغلب على "الشياطين الحمر" بهدفين لصامويل إيتو وليونيل ميسي بعد مباراة رائعة جاءت تتويجا لموسم رائع قدمه "سحرة" برشلونة ، أكدوا خلاله أن الكرة الجميلة يجب أن تنتصر! وفور انتهاء المباراة ، وإلى جانب الاحتفالات الصاخبة التي أقامها مشجعو برشلونة في العاصمة الإيطالية روما التي شهدت المباراة النهائية وفي مدن إقليم كاتالونيا الإسباني ، فإن التصريحات التي خرجت من لاعبي البارسا وجهازهم الفني لم تكن احتفالية الطابع ، فلم تكن فيها عبارات تحمل مبالغات لا مبرر لها ولا تقليلا من شأن المنافس ، لدرجة أن جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق اعتبر أن فوز فريقه بالبطولة لا يعني أن هذا الفريق هو الأعظم في تاريخ البارسا ، بينما كانت التصريحات على الجانب الإنجليزي شديدة الاحترام والعقلانية ، حيث أكد السير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد أن "الفريق الأفضل هو الذي فاز"! ونقل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "الويفا" عبر موقعه الرسمي على الإنترنت عن جوارديولا – 38 سنة - قوله في أولى تصريحاته عقب التتويج : "لسنا أفضل فريق في تاريخ برشلونة ، ولكننا قدمنا أفضل موسم لنا منذ سنوات ، وقال جوارديولا – الذي أصبح أصغر مدرب يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا : "إنني أترك مهمتي كمدير فني فورا بعد انتهاء المباراة ، ولا أستطيع أن أتحدث بأكثر من ذلك ، ولكنني سعيد جدا. وأكد الويفا في تقريره عن المباراة والاحتفالية أن جوارديولا بدا عليه الحرص الشديد على أن "يحتوي" مشاعره قدر الإمكان! وأضاف : "نحن نعرف أننا فعلنا شيئا رائعا ، وأود أن أهنيء كل من يعمل في هذا النادي ، فقد فزنا بثلاث بطولات ، ولكن هذا ليس المهم ، المهم كيف فزنا بهم ، لقد كان لدينا مدربون عظام مثل يوهان كرويف وغيره ، ونحن محظوظون لأننا نتبع خطاهم في هذا الفريق". وأهدى جوارديولا اللقب إلى أسطورة الكرة الإيطالية باولو مالديني ، والذي كان قد لعب مباراته الأخيرة على استاد "سان سيرو" في ميلانو يوم الأحد الماضي عندما خسر فريقه ميلان 3-2 أمام روما في الدوري الإيطالي ، ولكن هتاف بعض المشجعين ضده بعد نهاية المباراة ألقى بظلاله على المناسبة. وعندما سئل جوارديولا عن أسباب إهداء هذا الفوز إلى مالديني أجاب جوارديولا بأن مالديني ببساطة يستحق هذا الإهداء لأنه أفضل مدافع ظهر في العشرين عاما الماضيين ، وقال : "لا يمكن أن يفسد 40 شخصا عليه مباراته الأخيرة في الملاعب". وعن المباراة قال جوارديولا : "الضغط الذي لعب به مانشستر منذ البداية كان مفاجئا ، وسبب لنا مشكلات ، ويجب أن نعترف أنه كان بإمكانهم التسجيل من فرص كريستيانو رونالدو في البداية ، ولكننا سجلنا هدفنا الأول من الفرصة الأولى". وأضاف : في الدور قبل النهائي الموسم الماضي شعرنا بأن ميسي لديه مشكلات في التفاهم مع باتريس إيفرا في الجانب الأيسر ، ولهذا نقلناه إلى العمق ليكون لدينا لاعب إضافي في هذه المنطقة". وعن تألق ميسي قال جوارديولا : "إنه الأفضل الآن .. لقد حفر اسمه على الكرة الذهبية ، إنه يملك موهبة حقيقية ، ولن ينطفيء أبدا ، وحتى عندما تكون الأمور صعبة ، فإنه يكون على قدر المسئولية". وعن خططه للموسم المقبل قال المدرب الشاب : "أكثر ما أعجبني في المباراة أننا هاجمنا بشكل جيد ودافعنا أيضا بشكل جيد ، ولكن امنحوني الفرصة بضعة أيام فقط للحصول على راحة ، وبعد ذلك نبدأ في التفكير في كيفية الإعداد للموسم المقبل ، كل ما أتمناه أن نصل إلى النهائي الأوروبي مجددا العام المقبل"! أما صامويل إيتو "عريس" برشلونة وصاحب الهدف الأول الذي فتح الباب أمام اللقب ، فقال بعد المباراة إنه يهدي اللقب إلى جميع مشجعي الفريق ، وأضاف : "أعتقد أنه يجب أن أتوجه بالشكر إلى جميع أعضاء الفريق على الهدف الذي أحرزته ، إنهم يستحقون هذا الشرف ، ليس أنا فقط ، كان موسما صعبا وطويلا ، ولكني أعتقد أننا نستحق التتويج الثلاثي ، بعد فوزنا بلقبي الدوري والكأس". أما كارلوس بويول الذي كان رجل المباراة الأول وقدم أفضل مبارياته هذا الموسم دفاعا وهجوما فقال إن الفريق كله يشعر بالسعادة بعد أن نجح في تعويض جماهيره ، وقال : "في العامين الماضيين عانينا كثيرا ، الآن حان وقت الاحتفال لأننا عملنا بشكل شاق للغاية من أجل تحقيق ذلك". وأعرب المهاجم الدولي الفرنسي تييري آنري عن فرحته الغامرة بالفوز باللقب بطريقته الخاصة ، حيث صرخ قائلا : "وأخيرا فزت باللقب" ، في إشارة منه إلى خسارته لقب 2006 أمام فريقه الحالي برشلونة عندما كان حينها في صفوف الأرسنال الإنجليزي. وقال آنري الذي بدا عليه تأثره بالإصابة في الشوط الثاني : "انتظرت طيلة حياتي من أجل هذه اللحظة .. الدقائق الخمس الأخيرة كانت الأطول في حياتي ، حتى وإن كنا متقدمين 2 - صفر ، لأننا كنا نلعب أمام أبطال العالم". من جهته ، قال لاعب الوسط أندريس إنييستا : "لا أجد كلمات أعبر فيها عن فرحتي .. إحراز اللقب إنجاز رائع .. إنه تتويج لموسم أكثر من رائع". وعلى الجانب الآخر ، بدا الحزن الشديد على لاعبي مانشستر وجهازهم الفني وجماهيرهم لضياع اللقب وحلم "الرباعية" هذا الموسم بعد فوز الفريق ببطولة العالم للأندية وبطولتي دوري وكأس إنجلترا. ولكن السير أليكس فيرجسون اعتبر صراحة أن خسر من فريق "أفضل" منه ، وقال : "الهدف الأول كان قاتلا بالنسبة لنا ، لقد كانت أول هجمة لهم وسجلوا منها". وأضاف : "بدأنا المباراة بشكل رائع ، لكننا انفعلنا عقب ذلك ، ومع تقدمهم بهدف أصبح في مقدورهم الاحتفاظ بالكرة طوال الوقت ، ولأكون عادلا لقد خسرنا من فريق أفضل منا .. لم نكن في أفضل حال .. أصبح الأمر صعبا للغاية بالنسبة لنا بعد الهدف الأول .. لقد دافعوا بطريقة رائعة .. اعتقدنا أن بمقدورنا مهاجمة رباعي الخلف عندهم أكثر من ذلك". واعتبر فيرجسون أن فريقه سيتعلم من الهزيمة ، مضيفا أن "الهزيمة أفضل ما في اللعبة ، لأنك بسببها تشعر بالحاجة إلى استعادة توازنك بشكل سريع .. بالطبع نشعر بخيبة أمل .. لكننا فريق شاب .. ونستطيع أن نتحسن" .. (لم يوضح فيرجسون المقصود بالفريق الشاب ، خاصة وأن لديه أكثر من لاعب فوق الثلاثين مثل بول سكولز وريان جيجز وريو فيردناند)!