"إن نقلة الحضارة القادمة سوف تتم في المكان الذي تقع فيه اليقظة على أوسع نطاق ممكن. وليس ثمة مانع واحد من أن تقع اليقظة في أرضنا لكنه أيضًا ليس ثمة ضمان واحد على أنها ستقع فيها دون جهد من جانباً" كانت تلك الكلمات الرائعة لأبن ليبيا وأبن شرق ليبيا.. أبن بنغازي الجميلة.. أنه هو الكاتب الراحل "الصدق النيهوم" الذى ولد فى بنغازي ومات فى جنيف بعد أن هجر ليبيا.. نتيجة التضييق الفكري له واتهامه بالإلحاد.. ربما كل ما هنالك أن النيهوم قد جاءنا مبكراً جداً فلم نكن في مستوى النضج العقلي والفكري الذي يؤهلنا لاستيعاب أفكاره. هكذا قال عموم الليبيين عنه وعن أفكاره التنويرية. الصادق النيهوم أبن الشرق الذى تحرر أخيراً من قبضة القذافى.. رأيت أن أستعين بكلمات هذا المفكر الكبير الذى تنبأ بالثورة منذ عشرات السنين فى شرق ليبيا فكانت الجائزة هى طرده من ليبيا إلى سويسرا.. حيث عاش ومات هناك. ومن أشهر كتب الصادق النيهوم "الإسلام فى الأسر.. من سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة؟ وها نحن اليوم نعيش فى ظلال يوميات" جمعة الغضب فى كل أنحاء الوطن العربي.. إذا كان النيهوم قد حذرنا من ضياع يوم الجمعة حيث تناقش أحوال المسلمين وليس مجرد صلاة والكل يذهب إلى شأنه.. فها هى الجمعة المباركة ينتظرها كل شعوب الوطن العربى على الفيس بوك وفى ميادين التحرير فى كل دولة. الكل أصبحت عينية معلقة بثورات الغضب بعد صلاة كل يوم جمعة.. وها هى ليبيا تحلق بركب الثورة وتنتفض.. وكما قال أن للثورة ثمن وخاصة فى ليبيا.. فحمامات الدم كل يوم تنذر بصمود أقوى وأقوى مما نعتقد. النظام السياسي هناك ينتحر عبر ذبح أبناء الشعب الليبي.. فوجدنا إعدام لكل من يرفض ضرب المتظاهرين بالنار وقصف المدن الليبية المحررة.. والكل يستقيل والفئران تهرب قبل غرق السفينة والعصابة تهرب بكل المليارات من فلوس الشعب الليبي الذى يعيش فى فقر مدقع رغم ثروات بلاده التى ضاعت على أيدي الفاسدين هناك. أن الصادق النيهوم ابن الشرق الليبي المحرر الذى مات خارج أرضها سوف ترتاح روحة عندما يعلم بتحقيق نبوءته.. وكل الأرواح الطاهرة التى اغتيلت فى سجن أبو سليم والتي فاقت ال 1200 شهيد.. وآلاف الأرواح الطاهرة التى قتلت من خلال المدافع والدبابات والمرتزقة الذين عاثوا فى البلاد فساد وقتلا وتنكيلاً من اجل عبودية الكرسي ووهم الزعامة وجنون العظمة للقذافى الذى أصبح رمزاً لكل ما هو كوميدي ودامي فى نفس الوقت. أن الشرق الليبي وأدباء شرق ليبيا القابعين فى مصر وكل دول العالم أن لهم أن يعودوا إلى بلادهم بعد تحريرها من اجل البناء الحقيقي للبلاد.. أن ليبيا اليوم هى ملك لكل أبناءها.. لا فرق بين غرب أو شرق.. الكل فى الهم واحد والكل فى معركة التحرير واحد.. وقريبا جداً خلال الساعات القادمة سوف تكون ليبيا دولة بحق وجمهورية عربية بحق.. وكفى خزعبلات ولعب بمقدراتها دون وعى.. ليبيا غداً بدون قذافي أو جنون.. ليبيا غداً كلها الصادق النيهوم.. ليبيا غداً كلها عمر المختار.. وأن غداً لناظر قريب.