استضاف متحف اللوفر الشهير بباريس، معرضا مهما عن مصر بعنوان "مشاهد من مصر"، ضم مقتنيات المستشرق الفرنسي بريس دافين الذي أطلق على نفسه اسم "إدريس أفندي"، بعد أن ارتدى الملابس العربية، وانصهر داخل المجتمع المصري لمدة 20 عاما معظمها في الفترة من 1827 إلى 1860. ويذكر أن إدريس أفندي يعد من أهم المهندسين وخبراء الري الذين استعان بهم محمد علي لتطوير الزراعة المصرية من خلال إدخال أنواع جديدة من الزراعات مثل القطن. وحظي هذا المعرض بإقبال كبير من قبل زائري متحف اللوفر، نظرا لما يضمه من مقتنيات ثمينة، لاسيما كتاب "ورقة بردي بريس" الذي يحمل اسم المستشرق، ويعد بمثابة واحد من أطول الكتب القديمة في العالم إن لم يكن أطولها على الإطلاق. ويتضمن هذا الكتاب البالغ طوله 7 أمتار من ورق البردي، والذي يعود تاريخه إلى 2000 عام قبل الميلاد، العديد من فنون قيادة الشعوب، لاسيما تلك النصيحة التي تطالب الحاكم بالحصول على رضاء شعبه عند اتخاذ القرارات، من خلال تقديم حلول تتوائم مع أوضاع المحكومين، حتى يتقبلوا هذه القرارات بصدر رحب. ولا يكتفي المعرض بما يخص التاريخ الفرعوني مثل صور تحتمس الثالث، لكنه يضم أيضا مشاهد عن مصر الحديثة التي بناها محمد علي، ويتضمن المعرض العديد من الوثائق واللوحات المرسومة بالألوان المائية والصور الفوتغرافية، لاسيما عن نظام الري في مصر وحياة الفلاحين بما فيها من بؤس وشقاء، ومحاولات محمد علي الحثيثة للنهوض بالزراعة المصرية.