أعلن الأدباء المشاركون في مؤتمر إقليم القناة وسيناء الثقافي، مطالبتهم بإصدار الدستور أولا ، قبل إجراء أية انتخابات تشريعية أو رئاسية للبلاد ، فيما أكدوا على تضامنهم مع ما وصفوه بكفاح ثورة 25 يناير من أجل إنشاء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وذلك في البيان الذي وقعوه خلال المؤتمر ، الذي عقد دورته الرابعة عشرة بمدينة الإسماعيلية في الفترة من 7 حتى 9 يونيو الجاري. وقال الباحث نشأت نجيب مدير فرع أطلس الفولكلور بالإسماعيلية، إننا كأدباء ومثقفين علينا أن ننطلق للبحث عن دور يعبر عن الدفاع عن مصالحنا خلال الفترة القادمة، وهو إرساء قواعد الدولة المدنية، والتي هي الضامن الوحيد لحرية الإبداع. وقال الشاعر مدحت منير إن الأدباء والمثقفين عليهم أن يتعالوا، في هذه اللحظة التاريخية، عن مطالبهم الفئوية في طبع كتب أو الانتساب لأندية الأدب، أو الحرص على حضور المنتديات، وأن يلتفتوا لما هو أهم، وهو النضال من أجل التأكيد على حرية الإبداع، ووصفها بأنها خط أحمر لا يجب لأي من كان تجاوزه. وأكد الحضور على ضرورة دعم مشروعات الهيئة في إقامة ندوات ثقافية تتناول المفاهيم السياسية الأساسية، واكتساب مثقفين جدد من كل فئات الشعب المصري، مشددين على ضرورة النزول للأحياء الشعبية والمصانع والمدارس ومخاطبة الجميع لتنويرهم. وقد أبدى المثقفون والأدباء المشاركون في المؤتمر عدم اقتناع واضح بعنوان المؤتمر "مشكلة المياه والإبداع الأدبي"، وأبحاثه التي أوغلت في التراث، ولم تقدم رؤية حقيقية للواقع المعيش. وكان أول من بدأ هذه الانتقادات هو الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الجهة المقيمة للمؤتمر بالاشتراك مع محافظة الإسماعيلية، بقوله إنه يعتقد أن أبحاث المؤتمر لم تلامس الواقع المعيش، ولم تدرسه، مشيرا إلى أن مشكلة المياه هي إحدى المشكلات المهمة التي تواجه مصر بعد الثورة، وخاصة ملف الصراع مع دول حوض النيل، والتي تصرف فيها النظام السابق "بما يشبه الخيانة العظمى"، وفق تعبيره. وأضاف عبد الرحمن أنه كان يتمنى أن تتناول الأبحاث هذه الأزمة وانعكاساتها في الإبداع، لكن الأبحاث، وفقه، كانت موغلة في التراث العربي بما يليق بها أن تكون ضمن مؤتمر عربي عام، وليس مؤتمرا إقليميا. وافق الشاعر سعد عبد الرحمن ، خلال المؤتمر، على إنشاء نادي أدب برفح، وتسيير قوافل ثقافية للمناطق الحدودية النائية، كدعم لهذه المناطق والتأكيد على انتماءاتها للوطن الأم.