فى الوقت الذى يستعد فيه عدد من الأحزاب الليبرالية الجديدة لتقديم أوراق التأسيس بعد جمعها ال5000 توكيل المطلوبة للجنة الأحزاب، ما زالت حتى الآن الأحزاب اليسارية فى مرحلة جمع التوكيلات التى لم تتخط نصف العدد المطلوب. الثلاثاء المقبل سيتقدم كل من حزب المصريين الأحرار الذى جمع 12 ألف توكيل بحسب أحمد خيرى عضو لجنة تسيير الأعمال بالحزب، ومصر الحديثة الذى جمع 6000 توكيل، وفق ما صرح به الدكتور نبيل دعبس وكيل المؤسسين، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى جمع نحو 7000 توكيل بأوراق التأسيس للجنة الأحزاب، بحسب إيهاب الخراط أحد وكلاء المؤسسين، وينظم الحزب احتفالا فى اليوم نفسه فى نقابة الصحفيين بعد الانتهاء من هذه المهمة التى استغرقت عدة أشهر يبدأ بعدها الحزب مهام أخرى قبيل الانتخابات. من ناحية أخرى، لم ينضم لعضوية حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أكثر من 3000 عضو وفقا لأحد وكلاء المؤسسين، عبدالغفار شكر، الذى قال إن الحزب يستعد لتشكيل هيئة تأسيسية تتولى إدارة الحزب لحين الانتهاء من التأسيس وإجراء الانتخابات، فيما لم يفصح شكر عن عدد التوكيلات التى جمعها الحزب. الأمر نفسه تكرر فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى الذى قال أحد وكلاء مؤسسيه، أحمد بهاء شعبان، إن الحزب سيطرح نفسه على الرأى العام من خلال مؤتمر يوم 18 يونيو الجارى. وأضاف أن الحزب زاعم على المشاركة بقوة فى الانتخابات القادمة رغم أنه لم يفصح عن عدد التوكيلات التى جمعها الحزب. وفسر شعبان بطء الأحزاب اليسارية مقارنة بنظيرتها الليبرالية، قائلا «نحن نعمل بطريقة مختلفة غير تقليدية، ولا نعتمد على طريقة حشد الأفراد»، نافيا عدم قبول الخطاب اليسارى فى الشارع المصرى وأضاف «70% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ومن الطبيعى أن يميلوا لليسار أكثر من أى قوى سياسية أخرى». وقال شعبان «شغالين فى التوكيلات لكن المشروع ما زال جديدا حوالى شهرين ونهدف لبناء قواعد حزبية والتواجد فى المحافظات واستكمال الوثائق أولا». وأشار شعبان إلى سعى جبهة القوى اليسارية لوضع خطة عمل مستقبلية فى الفترة القادمة وشروط لتطوير عمل اليسار المصرى. من ناحيته، اعتبر عمرو هشام ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن اليسار المصرى يواجه مأزقا حقيقيا فى الفترة الحالية، مشددا على عدم قبول خطاب اليسار فى الشارع المصرى. كما أشار إلى الطرف الآخر وهى الأحزاب الليبرالية التى تجد طريقا أكثر سلاسة فى الوصول للشارع، مشيرا إلى خطاب التحرر الاقتصادى والسياسى، وقال لا يوجد شىء ذو قيمة حقيقية فى خطاب اليسار سوى الحديث عن العدالة الاجتماعية وهو الأمر الذى تحاول تطبيقه حاليا قوى الليبرالية من خلال ايجاد الطريق الثالث. وقال أعتقد أن التجربة على الأرض هى التى تحسم مستقبل الأحزاب الجديدة.