رغم أنها إحدى القرى التى ادعى النظام السابق تبنيه لمشاكلها باعتبارها ضمن مشروع الألف قرية الأكثر فقرا، فإن حالها لم يتغير حتى بعد رحيل النظام، فقرية «الزرابى»، التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، لم تر من الحكومة وجمال مبارك،سوى إقامة المؤتمرات والندوات التى تتناولها، لكن لا شىء ملموسا على أرض الواقع. فى البداية، يقول الشيخ محمود الشريف، إن مستشفى التكامل الصحى بالقرية يسكنه الأشباح، ولا يوجد به أجهزة أو أدوية، موضحا أن من يتعرض لإصابة أو لدغة عقرب من أهالى القرية، يتم نقله إلى مستشفى أبوتيج المركزى أو أسيوط الجامعى على بعد أميال من القرية. بينما أشار احمد هريدى، من أبناء القرية إلى أنها تعانى من نقص فى اسطوانات الغاز، وسوء حالة الخبز، فى ظل غياب الرقابة من المسئولين، وأضاف أننا تقدمنا بشكاوى عديدة إلى المسئولين للمطالبة بفتح وتشغيل مجمع المخابز الذى قامت الدولة بإنشائه منذ سنوات، وتوفير جميع الأجهزة والمعدات إلا انه مغلق، وتحول إلى خرابة تسكنها الحيوانات، وتعرض للسرقة أكثر من مرة، والمسئولون يعلمون بذلك لكن دون جدوى. من ناحية أخرى، انتقد محمود أبوعلى، سوء حالة مياه الشرب بالقرية، حيث أثبتت تقارير صحية أن المياه بقرية الزرابى ملوثة، بسبب خطوط مواسير الاسبستوس، وعدم تطهير خزانات المياه منذ سنوات عديدة، وأن القرية بمجرد دخول فصل الصيف كل عام تتعرض لانقطاع الكهرباء المتكرر، بحجة تخفيف الأحمال مما نتج عنه إتلاف الأجهزة الكهربائية بالمنازل. وقال حسين بدرى من أبناء القرية، إن سوء حالة الشوارع والطرق الفرعية والرئيسية بسبب الحفر والمطبات وتلال القمامة داخل قرية الزرابى، تسبب فى نشوب الكثير من المشاكل والمشاجرات بين المواطنين. وعن مشاكل المزارعين قال عدد من الفلاحين، إن مشكلة نقص مياه الرى خلال زراعة المحاصيل الصيفية وارتفاع أسعار الأسمدة أرهق الفلاحين، وتسبب فى تهديدهم بدخول السجن نتيجة عدم القدرة على سداد ديون بنك التنمية، مطالبين بسرعة تطهير الترع والمصارف من المخلفات. وعلى الجانب الآخر، كشف احد العاملين بالوحدة المحلية بقرية الزرابى، عن قيام عدد كبير من أصحاب النفوذ من أهالى القرية والمسئولين، بالاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضى أملاك الدولة، دون وجه حق، فى الوقت الذى يعانى فيه الفقراء، من عدم وجود مكان يقيمون فيه، وطالب بفتح ملفات أراضى أملاك الدولة بقرية الزرابى والقرى المجاورة. وعن مشاكل القرية وطرق حلها، قال احمد ربيع رئيس مركز ومدينة أبوتيج، إن القرية كانت ضمن مشروع القرى الأكثر فقرا، والتى قامت الحكومة بتدعيمها وتوصيل المرافق إلى كثير من منازلها، وعن تكرار انقطاع الكهرباء وتلوث المياه، أشار رئيس مدينة أبوتيج إلى أن شركة مياه الشرب هى المسئولة عن تلوث المياه، وقطاع الكهرباء مسئول عن الانقطاع، موضحا أن عملية تخفيف الأحمال فى فصل الصيف مشكلة تعانى منها جميع القرى.