طالب صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) سوريا أمس الثلاثاء، بالتحقيق في تقارير عن ما وصفته "بأعمال مروعة" ضد أطفال احتجزوا خلال الاحتجاجات الحالية بالبلاد، في وقت طالبت فيه الولاياتالمتحدة بمحاسبة دمشق على تلك "الانتهاكات". واتهم الصندوق الأممي السلطات السورية بتعذيب العديد من الأطفال المعتقلين خلال تلك الاحتجاجات التي خلفت –حسب قوله- مقتل ما يزيد على 30 طفلاً، وذكر أنه حصل على لقطات مصورة للأطفال الذين "اعتقلوا بصورة عشوائية مؤخرًا وتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة خلال احتجازهم، مما أدى إلى وفاتهم في بعض الحالات". وحث اليونيسيف الحكومة السورية على إجراء تحقيق شامل في تلك التقارير وتقديم الجناة إلى العدالة. وجاء هذا الموقف الأممي بعدما أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريرًا أمس الأول الاثنين عن شريط مصور بث على الإنترنت وظهر فيه صبي يدعى حمزة علي الخطيب (13 عاما) اعتقل خلال احتجاج يوم 29 أبريل الماضي في قرية قرب مدينة درعا جنوب البلاد، وقالت إنه عذب وشوه وقتل قبل أن تعاد جثته إلى أسرته. ووصفت وزارة الخارجية الأميركية أمس الثلاثاء الأنباء الخاصة بذلك الحادث "بالمروعة والمفزعة"، قائلة إنها أحدث انتهاك لحقوق الإنسان على يد القوات السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر في تصريح صحفي إن "هذه الحالة بشكل خاص مفزعة، ونعتقد بأنه ينبغي محاسبة سوريا عليها وعلى غيرها من الانتهاكات". وتشهد سوريا منذ شهرين ونصف احتجاجات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد قتل خلالها أكثر من 1100 شخص في أماكن متفرقة من البلاد، كما اعتقل خلالها نحو عشرة آلاف آخرين، حسب معلومات ناشطين حقوقيين. وأصدر الرئيس الأسد أمس الثلاثاء مرسومًا يحمل الرقم 61 منح بموجبه عفوًا عامًا عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ اليوم، وقوبل بترحيب الإخوان المسلمين وتحفظ أوساط أخرى في المعارضة.