أكد عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن جماعة الإخوان المسلمين ليس من حقها التدخل فى العمل السياسى بعد تأسيس حزب سياسى لها، حيث يفترض أن يأتى هذا الحزب ليفصل بين العمل الدعوى والسياسى، مشيرا إلى أنه بإنشاء هذا الحزب لم يعد هناك داعٍ لتقديم استقالته من الجماعة التى قضى فيها عقودا. وعن ترشحه للرئاسة قال أبوالفتوح فى المؤتمر الذى عقده أمس بكلية الطب جامعة طنطا وحضره نحو 200 طالب وطالبة وبعض الرموز السياسية بالغربية إنه «مرشح مستقل لا يمثل الإخوان رغم انتمائه للجماعة كليا»، رافضا الحديث عن خلافه مع الجماعة باعتباره «أمرا داخليا سيتم حله»، ونفى إقدام قيادات الإخوان على فصل المشاركين فى حملته الانتخابية. ونفى وجود مناورة سياسية للإخوان بترشحه مستقلا وقال: «لا أخلاقى ولا أخلاق الإخوان تسمح بذلك» ولو أن الإخوان طلبوا منى أن أكون مرشحهم سأرفض لأننى أؤمن بأنها جماعة دعوية وليس من اختصاصها التدخل فى العمل السياسى. وأضاف: «الجماعة لا تؤمم أعضاءها وأنا لست عضوا فى حزب الإخوان». وفجر أبوالفتوح مفاجأة عندما أوضح أن قيادات الإخوان المسلمين أصدرت تعليماتها بعدم الخروج فى ثورة 25 يناير باعتبارها مظاهرة ككل المظاهرات، لكن لأن التمرد أتى لأول مرة بشىء طيب فإن الإخوان احتضنوا شباب الثورة. وانتقد أبوالفتوح اختيار جماعة الإخوان كوادر حزب الحرية والعدالة دون إجراء انتخابات، إلا أنه عاد وقال: إنه أمر خطأ اقتضته ظروف المرحلة الانتقالية التى تعيشها البلاد. وقال: المفروض أن تكون مقار الإخوان لخدمة الوطن كله وليست للشو الإعلامى. وأوضح أبوالفتوح أنه ضد الاغتيالات السياسية، وهو مبدأ جماعة الإخوان، ولو كنا نؤمن بذلك لاغتلنا جمال عبدالناصر الذى استأذن حارسه الشخصى وقتها مرشد الإخوان الهضيبى فى اغتياله إلا أنه رفض. وطالب بعودة جامعة الأزهر الى سابق عهدها كمنارة للعالم الإسلامى بعد أن تم تغييبها طوال العقود السابقة، مشيرا إلى أن مصر تحكم بالإسلام منذ 14 قرنا وتحتاج إلى من يعيد إصلاحها لا تصنيعها من جديد، لأننا نتبنى فكرا إصلاحيا وليس استئصاليا، مؤكدا أن مصر تستطيع الاعتماد على نفسها وأن الخسائر التى تحدث الآن شىء طبيعى فى عرف الثورات ولا تمثل 1% من خسائر عهد الفساد والقمع والاجرام، محذرا من سرقة الثورة من أصحاب المصالح المادية والمعنوية. وأثنى أبوالفتوح على موقف الأطباء الحضارى خلال إضرابهم الأخير ومراعاتهم مصلحة المرضى واستجاباتهم لرئيس الوزراء فى تعليق الإضراب وقال إن اتهام سكان النوبة بالعمالة والخيانة عمل سياسى حقير ارتكبه النظام السابق. وعن موقفه من السياحة قال: «مصر تضم 75% من آثار العالم فهى بلد سياحى فى المقام الأول وأنا أعد برنامجا لرفع عدد السائحين إلى 200 مليون سائح» وأضاف: «السائح لا يأتينا طالبا للعرى والخمر (لأنه مش ناقص) وأنه سيحترم إرادتنا ونظامنا الذى نحدده، ولذلك يجب فتح باب السياحة الداخلية لنجبر السائحين على احترام تقاليد الوطن فليس من المعقول أن نطالب السياح بارتداء النقاب فى شرم الشيخ التى تخلو من المصريين تقريبا لارتفاع أسعارها وأن الانحلال والعرى كانا بسبب غيابنا عن وطننا وسواحلنا. ورفض مرشح الرئاسة استخدام فزاعة تطبيق الحدود الإسلامية، مؤكدا أنها محدودة ولها ضوابط وأن من إنجازات الدكتور صوفى أبوطالب رئيس مجلس الشعب الأسبق أنه بالاشتراك مع آخرين قننوا الشريعة الإسلامية بتحويل النصوص الدينية إلى نصوص قانونية بقدر كبير من الحرفية والمهنية إلا أنها مازالت حبيسة الأدراج، وأضاف أن الحدود لم يوقف تنفيذها إلا منذ 300 عام. واستطرد متسائلا: ماذا سنفعل إذا رفض الشعب المصرى تطبيق الشريعة الإسلامية؟ هل سنخرج على الشعب بالأسلحة ونحن نطالب بالديمقراطية والشورى؟! ورفض أبوالفتوح الإجابة عن سؤال حول وصف الرئيس الأسبق السادات بالشهيد وقال: لا نملك صكوك الشهادة لنمنحها للقتلى وهذا أمر يعلمه الله وحده. وأبدى تخوفه من أن تتحول الفتنة الطائفية إلى داء يكون ذريعة للتدخل الأجنبى فى مصر، وقال إنه لا أحد فوق القانون بداية من شيخ الأزهر والبابا شنودة وأن العدل والمساواة هما العلاج الوحيد لتلك الفتنة. وفى نهاية حديثه طالب أبوالفتوح شباب الإخوان المسلمين بتحكيم ضمائرهم فيمن يعطونه أصواتهم باعتبارها شهادة لله.