يجري الحديث عن مرشحين أوروبيين محتملين لخلافة مدير صندوق النقد الدولي المعتقل حاليًا على خلفية اتهامات بالاعتداء الجنسي على خادمة بنيويورك، ومن أبرز هذه الأسماء وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد، والرئيس السابق للبنك المركزي الألماني أكسل وبر. وقد بعث زعماء أوروبيون بإشارات قوية بعدم السماح بتولي شخصية غير أوروبية لمنصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، في ظل الجدل الذي أثاره اعتقال دومينيك ستراوس كان حول الشخصية التي ستخلفه في هذا المنصب المؤثر دوليًا. وعبرت ألمانيا وبلجيكا عن تفضيلهما تولي شخصية أوروبية قيادة الصندوق في حال تم استبدال ستراوس كان، وقد صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن هناك مبررات قوية لاحتفاظ أوروبا بهذا المنصب، خصوصًا أنه لم يتم التغلب على أزمة الديون السيادية في أوروبا. وذكرت صحيفة ذي تلغراف البريطانية أن وزير المالية البلجيكي ديدييه رايندرز، يساند وجهة النظر الألمانية. وفي حال تقلد وزيرة المالية الفرنسية منصب مدير الصندوق فستكون أول امرأة تتبوأ هذه المكانة. غير أن ترشيح لاغارد قد يواجه باعتراضات تستند إلى كون أربعة من بين عشرة أشخاص تولوا رئاسة النقد الدولي كانوا فرنسيين، وعلى أن فرنسا بتعيينها لاغارد ستتولى هذه المهمة للمرة الثانية على التوالي. وثمة منافس آخر قد يدخل غمار التباري هو أكسل وبر- الذي كان ينظر إليه بوصفه المرشح الأقرب لرئاسة البنك المركزي الأوروبي، قبل أن يستقيل بشكل مفاجئ من رئاسة البنك المركزي الألماني في شهر فبراير الماضي- ويعتقد أن وبر يحظى بدعم ميركل. كما يتم الحديث عن رغبة رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون في نيل المنصب الذي يتقاضى صاحبه 521 ألف دولار سنويًا، إلا أن رئيس الوزراء البريطاني الحالي ديفيد كاميرون صرح بوضوح بأنه لا يؤيد ترشيح براون. الجدير بالذكر أن هناك اتفاقا ضمنيا بين الولاياتالمتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي على أن تؤول رئاسة صندوق النقد الدولي لشخصية أوروبية، فيما تسند رئاسة البنك الدولي إلى شخصية أميركية.