تراوغ اللاعبة الأولى، وتمر من الثانية، ثم تتخطى أخرى بحماس لا يخلو من العنف. هنا يصيح المدرب « نخاف على بعض»، وهى تقترب من المرمى تسدد بقوة لتعلن صافرة الحكم عن تسجيل هدف من ماركة دروجبا صاحب القميص الذى ترتديه. منذ 8 أعوام وفى الشارع بدأت صباح تداعب الكرة، «كان عندى 10 سنين وكنت بالعب كرة فى الشارع مع الأولاد وبعدين اكتشفنى كابتن إكرامى، مدرب الفرقة وجابنى ألعب هنا، فى الملعب الخماسى بنادى المؤسسة العمالية بشبرا». صباح تمارس كوكتيلا من الألعاب الرياضية، «أنا بالعب تنس طاولة وألعاب قوى وكرة سلة، وأهلى بيشجعونى على كده، بيقولوا لى لو اللعب يفيدك ومش هيعطلك عن المذاكرة العبى». حلم صباح أن ترتدى روب المحاماة بجانب الشورت والفانلة «نفسى أكون محامية بس لو جانى عقد احتراف هسيب الدراسة وأسافر». آية، حاملة شارة الكابتن داخل الفريق، وإحدى المرشحات للتدريب فى مدرسة الكرة النسائية التى يستعد النادى لافتتاحها قريبا، تعشق أبوتريكة لكنها تجلس بالساعات لتتعلم من فنون كريستيانو رونالدو الكروية. خط الوسط هو مكان آية المفضل داخل الملعب «باولو مالدينى أحسن واحد فى العالم لعب فى المركز ده، بس يا خسارة هيعتزل الموسم ده». تتلقى آية تشجيع إخوتها الأولاد، وتقول عنهم «أهلى بيشجعونى وخصوصا إخواتى الولاد»، على العكس من ياسمين التى واجهت فى البداية اعتراض شقيقها. «فى الأول كان بيعترض أنى بلعب كرة فى الشارع، دلوقتى بقى يشجعنى». ياسمين لا تهتم بالمسافة التى تقطعها كل يوم من بنها إلى شبرا لتمارس معشقوتها، «مش المهم باسافر قد أيه، المهم أنى بعمل حاجة بحبها». وتعتبر ياسمين لاعبة المنتخب المصرى أمانى رشاد، مثلها الأعلى وتقول ضاحكة: «أحب طريقة لعبها جدا رغم إنها زملكاوية». فريق كرة نسائى بنادى المؤسسة العمالية كان فكرة الكابتن إكرامى، مدرب الفريق، الذى يتذكر اعتراضات الجميع فى البداية. «أزاى نعمل مدرسة للبنات فى منطقة شعبية زى شبرا». وتلقى اكرامى دعما من عبدالرءوف سالم، مدير المؤسسة العمالية ومحمد عبد ربه، رئيس مجلس إدارة النادى، «نعانى من قلة الإمكانات المادية علشان كده عملنا اشتراك شهرى بسيط للمدرسة يمكن نقدر نغطى مصاريف الفريق الأول». اكرامى يرى ان اتحاد الكرة لا يدعم اللعبة «سحر الهوارى وعدتنا انها تدينا دعم ومخدناش حاجة منها». يعود كابتن إكرامى لتوجيه اللاعبات، «أنا دايما أشد عليهم، دورى كدا»، يقول وهو يبتسم فخورا بلاعباته، معتبرا أن كثيرات منهن تمتلكن مهارة تفوق الأولاد. انتهى المران وخرجت لاعبة تلو الأخرى مسرعة نحو كولدير المياه الموجود بجوار غرف خلع الملابس، بحثا عن رشفة من الماء بعدما ارتوت من كرة القدم.