صرح اثنان من قادة الاسلاميين الجزائريين لرويترز إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيفرج قريبا عن عدة آلاف من الإسلاميين للمساعدة في وضع حد لصراع أسفر عن مقتل نحو 200 ألف شخص. ويحاول بوتفليقة منع امتداد الانتفاضات التي تعيشها بلدان عربية اخرى الى بلاده ويحتاج لضمان مساندة الاسلاميين الذين يمثلون قوة مؤثرة. وأفرجت السلطات الجزائرية بالفعل عن الجزء الأكبر من عدة آلاف اعتقلوا أثناء الصراع الممتد منذ عقدين تقريبا بين المتشددين الاسلاميين والقوات الحكومية بمقتضى عفو رئاسي لم تنطبق شروطه على بعض القيادات المتشددة مما أبقاهم في المعتقلات. وقال قياديان اسلاميان يقومان بحملات للإفراج عن زملائهم إن مصادر في الرئاسة الجزائرية أبلغتهم أن بوتفليقة سيوقع على مرسوم يقضى بالافراج عن السجناء الذين قالوا إن عددهم يقدر بنحو سبعة آلاف. وقال القياديان في خطاب للرئيس الجزائري حصلت رويترز على نسخة منه إنهما يعتبران ذلك القرار جيدا وشجاعا. ووقع الخطاب الشيخ عبد الفتاح زيراوي وهو داعية سلفي معروف والشيخ هاشمي سحنوني احد مؤسسي الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في الجزائر. وقال مسؤول حكومي كبير اتصلت به رويترز إنه لا يريد التعليق على مسألة اطلاق سراح اي معتقلين. وأعلن معظم المتشددين الإسلاميين السابقين في الجزائر نبذهم العنف على الرغم من استمرار نحو 1000 مقاتل تابعين للقاعدة في نشاطهم. وقال فاروق قسنطيني ويعمل محاميا ورئيسا لجمعية معنية بحقوق الانسان ترعاها الحكومة إنه لو صح فسيكون نبأ عظيما يرحب به شخصيا لانه يسهم في وضع حد لما وصفه " مأساة الجزائر". وانزلقت الجزائر الى حالة من الفوضي بعدما الغى الجيش مدعوما من الحكومة نتائج الانتخابات التشريعية عام 1992 التي كانت جبهة الانقاذ على وشك الفو بها. وشهدت البلاد على مدى عقدين تاليين صراعا بين القوات الحكومية والمتشددين الاسلاميين. وعندما نظم معارضو بوتفليقة مظاهرات مستلهمين الانتفاضات في البلدان العربية الاخرى بقيت الجماعات الاسلامية على الحياد وفقدت المظاهرات زخمها بعد اسابيع قليلة.