فجأة وبدون أي مقدمات، تحولت منطقة الاعتصام أمام ماسبيرو مساء أمس السبت، لما يشبه ساحة الحرب، زجاجات مولوتوف تلقي، طلقات نارية تدوي، سيارات تحرق، اشتباكات بين المهاجمين والمعتصمين العديد من المصابين يسقطون، بوابة الشروق تجولت في ميدان المعركة وتحدثت مع شهود العيان والمصابين. بدأت الأحداث كما يرويها البعض، بمحاولة أحد الأفراد الدخول إلي منطقة الاعتصام أمام ماسبيرو بحجة أنه يسكن خلف مبني الإذاعة والتليفزيون، ومع رفضه الانصياع لتعليمات اللجان الشعبية التي كانت تريد تفتيشه لتأمين المعتصمين، حدثت احتكاكات بينه وبينهم، مما دفعه لطلب العون من أصدقائه وحدثت الاشتباكات. يقول بيشوي، عضو إتحاد شباب ماسبيرو "جاءت 10 دراجات نارية عليها مجموعة من الشباب وبدؤوا بإطلاق النار علي المعتصمين، وحاولنا مطاردتهم ولم نستطيع، وفروا هاربين، وبعد ذلك جاء العديد من الأفراد من اتجاه كوبري بولاق أبو العلا، وقاموا بإلقاء زجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية واشتعلت النار في عدد من السيارات وتدخل الجيش بالقنابل المسيلة للدموع في محاولة لفض الاعتصام ولكننا لن نبرح أماكننا قبل حصولنا علي حقوقنا". وأضاف "الجيش والشرطة كان موقفهم سلبي للغاية، وحاولت قيادات الجيش فض الاعتصام وقالوا (فضوا الاعتصام حتى يستريح هؤلاء البلطجية)". وأشار أحد شهود العيان، إلي أنه "أتي للمنطقة في حدود الساعة 10 مساءا وسمع بعض الأشخاص الذين يحاولون إثارة البلبلة وكانوا يقولون أن المسيحيين يعتدون علي أفراد مسلمين أمام ماسبيرو" واستطرد: وصلت لماسبيرو وكانت حالة من الهرج تسود المكان وسقط العديد من المصابين والجيش وصل متأخرا للغاية ورفض التعامل مع المعتدين وعندما تحدثنا معهم قالوا أنهم كانوا في مأمورية وعندما صدرت لنا الأوامر أتينا علي الفور. وأكد أحد المصابين "أن الهجوم بدأ من ناحية التحرير الساعة 9 مساءا، عندما أتي بعض الأشخاص وحاولوا الاحتكاك بالمعتصمين وأخرجوا أسلحة بيضاء وهددونا بها ولكننا تصدينا لهم ففروا وفي حدود الساعة 2 صباحا تجددت الاشتباكات من ناحية كوبري 15 مايو عن طريق إطلاق كثيف للرصاص وكانت فوارغ الرصاص التي وجدناها (ميري)" -في إشارة لإطلاقها من قبل الجيش أو الشرطة-. وأوضح أن إصابته في قدمه اليسري نتجت عن رصاصة أطلقت عليه من مسافة بعيدة، مشددا علي أن المسلمين والمسيحيين سويا كانوا يصدون هجوم البلطجية ضد المعتصمين. كنا نقف لتنظيم الدخول وفجأة هجم علينا بعض الأشخاص بأسلحة نارية وجاء الجيش متأخرا وأراد فض الإعتصام فرفضنا دخوله ولكنه عاد وقال سوف نقوم بحمايتكم فسمحنا له بالدخول وبالغم من ذلك لم يأخذ أي رد فعل تجاه المهاجمون -هكذا صرح أحد المصابين- مضيفا "أصبت في رأسي ويدي اليمني". وبانفعال تحدث محمد رأفت أحد المعتصمين، قائلا "عرض التليفزيون المصري خبر الاشتباكات في صورة إصابة بعض الأقباط ولا أعرف لماذا، من يتواجد هنا مصريون قضيتهم واحدة ويجب أن يتم التعامل معهم علي هذا الأساس لأن القضية تهم كل المصريين وليس الأقباط فقط، المسيحيين مضطهدين منذ القدم ودمائهم تسفك ولم يتم محاسبة المسئول عن ذلك". وأكمل حديثه "عندما حدثت موقعة (الجمل) أثناء الثورة، رأينا في اليوم التالي دعوة لمليونية لمناصرتهم أما هنا فلا أحد يهتم بالموجودين، لابد أن يأخذ الجميع موقفا موحدا والمعتصمين إذا فضوا الاعتصام دون تحقيق مطالبهم، سوف تهدر حقوقهم ولن يستطيعوا المطالبة بها مرة أخري ويجب أن يساندهم جموع الشعب المصري، بكافة طوائفه ومن ينزل إلي ماسبيرو لا يقول أنا مسلم أو أنا مسيحي، يساند فقط، لأنه مصري". وأفاد معتصم آخر وأحد شهود العيان قائلا "كان الوضع هادئا حتي الساعة ال8 وكنا نصلي ونردد الهتافات وفجأة جري مجموعة من الشباب ناحية كوبري 6 أكتوبر وسمعنا صوت إطلاق نار وأصيب عدد من المعتصمين وذهبنا بهم إلي الصيدلية لعمل الإسعافات اللازمة وهدأت الأوضاع نوعا ما وبعد نصف ساعة اشتعل الموقف مرة أخري من ناحية كوبري أكتوبر وكوبري 15 مايو ولم يتدخل أي فرد سواء من الجيش أو الشرطة". وأشار إلي أن "شيخ سلفي من إمبابة ظهر علي شاشات التليفزيون في لقاء من الأب متياس خادم كنيسة شارع الوحدة، وكانا يتحدثان عن الحلول المقترحة لحل المشكلة وفجأة قال الشيخ (هذا الاعتصام لابد أن يفض لأن الطرق معطلة واخشي أن يأتي بعض البلطجية من المناطق المحيطة بالاعتصام ويعتدون علي المعتصمون ويتحول المكان لبركة دم) وبمجرد انتهائه من حديثة بدأت الأحداث مباشرة، كما لو كان يعطي لهؤلاء إشارة البدأ". وشددت إيفون مسعد المنسق الإعلامي لحركة شباب ماسبيرو "علي أن الاعتصام مستمر، حتي يصدر قرارا بجميع الحقوق التي طالبنا بها وأطالب متخذي القرار بسرعة التحرك" وأضافت: مساء أمس كان الموقف شديد التوتر، ما بين ضرب النار وإلقاء الزجاجات الحارقة وإضرام النار في السيارات والشجر وكنا محاصرين من كافة الجهات من البلطجية والجيش لم يأتي إلا متأخرا.