ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن هيئة حقوق الإنسان العليا الأوروبية والمجلس الأوروبي دعوا إلى إجراء تحقيق في وفاة 61 مهاجرا في البحر الأبيض المتوسط، مشيرين إلى الفشل الواضح من قبل وحدات عسكرية لإنقاذهم، وهو ما يعتبر بمثابة "يوم أسود" للقارة. وطالب ميفلوت كافوسوجلو، رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس، بإجراء تحقيق فوري وشامل حول مصير قارب المهاجرين الذي واجه مصاعب عدة في شهر مارس الماضي، وهو في طريقه إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وكانت الصحيفة البريطانية قد ذكرت، أمس الاثنين، أن عددا من الوحدات العسكرية والأوروبية بما في ذلك طائرة هليكوبتر وحاملة طائرات عثروا على القارب بعد نفاد وقوده وتعرضه للانجراف، غير أنهم لم يبذلوا أية جهود لمحاولة إنقاذه وإنقاذ أكثر من 72 شخصا كانوا على متنه، حيث لقي 61 شخصا منهم مصرعهم جوعا وعطشا. وقال كافوسوجلو: "أدعو إلى إجراء تحقيق فوري وشامل في ملابسات وفاة هؤلاء ال61 شخصا، بما فيهم الأطفال الرضع والنساء الذين ماتوا واحدا تلو الآخر من الجوع والعطش، بينما اتخذت أوروبا موقف المتفرج". وأشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن تدخل رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي جاء بعد كشف تقارير إخبارية عن غرق قارب آخر لمهاجرين يوم الجمعة الماضي، كانوا قد فروا من العاصمة الليبية طرابلس. من جانبها، قالت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت اليوم الثلاثاء، أن القوات البحرية تجاهلت المأساة لأن الضحايا "ملونون". وأشارت الصحيفة إلى أنه على الطرف الشمالي الشرقي من ميناء لامبيدوزا هناك مقبرة للقوارب المحطمة المتكومة فوق بعضها البعض كالألعاب في غرفة أحد الأطفال، وقالت، إن السلطات لا تستطيع إزالة القوارب بسرعة بسبب كثرة توافدها، حاملة المهاجرين غير الشرعيين من إفريقيا، وتحول الميناء الذي تعود على استقبال اليخوت الفخمة إلى مقبرة للقوارب المتهالكة. وأكدت الصحيفة أن هذه القوارب لا تستطيع عبور البحار، وأن القليل منها يملك أجهزة إرسال واستقبال أما أنظمة الملاحة فغير متوفرة فيها، وإذا تغير الطقس بدون سابق إنذار، كما يحدث في كثير من الأحيان، خاصة في هذا الوقت من العام، يتحول القارب المزدحم إلى كفن لركابه. وقالت الصحيفة، إن عصابات الإتجار في البشر تستغل الفقراء وتجبرهم على دفع مبلغ 1500 يورو من أجل نقلهم، وهذا يعني وجود حالات وفاة أسبوعية بمعدلات كبيرة تجعلها تحتل الصفحات الأولى في الصحف الأوروبية.