صدر مؤخرا باللغة العربية -عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة- كتاب للمؤلف الأسباني خوان جويتيسولو بعنوان "مقاربات لجاودي في كبادوكيا" Approaches to Gaudí in Cappadocia. ويصف جويتيسولو مدينة القاهرة في هذا الكتاب بقوله إنها مفرطة وقاسية رثة ورائعة "تنحل كي تعلو" ثم يعود إلى ما يسميه تشخيص حال المدينة سياسيا، كما سجله الرحالة المغربي الأشهر شمس الدين محمد بن عبد الله الطنجي المعروف بابن بطوطة قبل نحو 700 عام. وكبادوكيا في عنوان الكتاب هي منطقة في تركيا، أما جاودي فهو معماري إسباني (1852- 1926). ويحظى جويتيسولو الذي يعيش في مدينة مراكش المغربية، باحترام الأوساط الثقافية العالمية والعربية بسبب مواقفه المناهضة للدكتاتوريات، منذ عارض نظام الجنرال فرانكو في إسبانيا وأعلن العام الماضي رفضه جائزة القذافي العالمية للآداب في دورتها الأولى 2010 قبل الإعلان عن منحها له. الهم الأكبر لجويتيسولو الذي يكتب الرواية والقصة وأدب الرحلات والمقال هو إقامة الصلات بين الحضارات. وفي هذا الكتاب، اتهم المبدع الإسباني المسلسلات التلفزيونية المصرية بتخدير "ذكاء وحساسية الشعوب العربية" وتغذية خيال الفقراء والمتسولين في القاهرة بالحلم بحياة أفضل حين يشاهدون الشقق الواسعة والفراش الوثير، موجها نقدا لاذعا لسياسة الانفتاح الاقتصادي التي انتهجها الرئيس الراحل السادات. صدرت الترجمة بمناسبة زيارة جويتيسولو للقاهرة للمشاركة في احتفالات المركز الثقافي الإسباني (معهد سربانتيس) بمرور 20 عاما على تأسيسه.