شهد ميدان عابدين أمس السبت، إقبالاً كثيفا من الجماهير لمشاهدة مهرجان "الفن ميدان"، والذي دعا إليه "ائتلاف الثقافة المستقلة"، ووجهت الدعوة للحضور إلى أغلب الفنانين الذين شاركوا في احداث الثورة في ميدان التحرير، والذين ظهروا أثناء الثورة، بالإضافة إلى فرق غنائية كثيرة، وورش رسم للأطفال والكبار، وعروض السيرك والبانتومايم، وعروض للعرائس، وإلقاء شعري، وشارك في الحفل الفنان علي الحجار بأداء أغنيته "هنا القاهرة" لسيد حجاب وعمار الشريعي، والتي لاقت الاستحسان الكبير من قبل الجمهور. انطلق المهرجان في الثانية عشرة ظهرا، بمصاحبة فرقة "حسب الله" والتي عزفت للجمهور والأطفال النشيد الوطني، وبدأت فرق عروض السيرك في الظهور والبلياتشو وسط فرحة الجميع. وبدأ توزيع الفرق الغنائية المشاركة في المهرجان على المنصات المقامة للاحتفال، بالإضافة لوجود خيمة لعرض الأفلام الوثائقية عن فترة الثورة. وصعدت على المسرح فرق "فوق السطوح"، و"ترانزستور"، ثم صعد رامي عصام الذي أدى أغنية "ارحل.. ارحل"، وقام بغناء "واحد اتنين.. الجيش العربي فين"، و"طاطي.. طاطي". بينما كان على المنصة الثانية الفنان حمادة شوشة وفرقته، وفرقة "هلوسة" و"أنا الحكاية" المسرحية وفرقة "مصر القديمة" والتي قدمت الاسكتشات الكوميدية، وفرقة "قهوة سادة" الغنائية. كما شهدت المنصة الثانية، عزف مقطوعات موسيقية لأم كلثوم وغيرها على الجيتار من الفنان الإيطالي "موريزيو لاتسارو". كما كان للشعر نصيب في الاحتفال فصعد الشعراء طاهر البرنبالي، وزين العابدين فؤاد الذي تحدث عن شهداء الجامعة منذ أيام الملك في الثلاثينيات من القرن الماضي، ومحمد سيد الشاعر، وحاتم حسين، وأحمد عصام، وغيرهم. كما انتشرت طوال اليوم ورش فنية في حديقة الميدان ومعرض فني ومعرض للكتاب من مركز التكعيبة الثقافي وغيره، ومعرض للكاريكاتير وقام الشباب والأطفال بالرسم على أرضية ميدان عابدين. هذا وقد قال القائمون على الاحتفالية إن "الاحتفال سيستمر في أنحاء مصر كلها، وفي عدة محافظات في يوم واحد وتجري النية لعقده شهريا، ولكن لم يتم التأكد بعد". وأضافت أن "الاحتفالية انطلقت في محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس وأسيوط". وكما أصدر الرعاة الرسميون للاحتفالية بيانا يعلنون فيه عن تأسيسهم ما يسمى ب"ائتلاف الثقافة المستقلة"، والتي تبنت مطالب الثورة من إصلاح سياسي ودستوري واجتماعي، خصوصا تشكيل مجلس رئاسي مدني يتضمن ممثلا عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والقيام بتشكيل حكومة تكنوقراط، وحل المجالس المحلية والإسراع في محاكمة المسؤولين عن قتل شهداء الثورة وتعذيب المعتقلين والتعجيل بإلغاء حالة الطوارئ. كما تعهدت بالعمل على تغيير مناخ العمل الثقافي مستلهمين روح التغيير التي أتت بها الثورة، خصوصا إلغاء الرقابة الأمنية أو التدخل الأمني بصفة خاصة في كافة أشكال العمل الثقافي، واستمرت الاحتفالية من الثانية عشرة ظهرا حتى الساعة العاشرة مساء.