يناقش صالون المركز القومي للترجمة مساء الأحد القادم كتاب "التمكين: سياسة التنمية البديلة" وهو من تأليف جون فريدمان، وترجمة وتقديم ربيع وهبة. يدير الصالون الذي يعقد بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، د.إبراهيم عوض، ويتحدث فيه كل من د.عبد المنعم المشاط، ود.ليلى الخواجة، وربيع وهبة. هذا الكتاب يمكن اعتباره كما يرى مترجمه "روشتة" مكثفة لكيفية التعامل مع الفقر وأوضاع الفقراء في العالم، بداية من التعريف الصحيح للفقر، وانتهاءً بالتحرك السليم بسواعد الفقراء أنفسهم -دونما وصاية أو وكالة- من أجل تغيير أوضاعهم، ليصبحوا أصحاب قراراهم في استعادة مساحتهم الخاصة في الحياة، وممارسة كل حقوقهم وحرياتهم في مجتمع سليم يقوم على العدل. ولا يخلو الكتاب من نظريات متعددة بالمعنى السابق، والأهم من ذلك أنه لا يخلو من تجارب كثيرة تتناول مع النظريات المختلفة كيفية مواجهة الفقر بقوة، فنظرية العقد الاجتماعي الماثلة دائمًا عند تحليل سبل ومقومات تحقيق العدالة، علي سبيل المثال، نجدها تطل هنا مقرونة بأبعاد تحليلية تردُّنا إلي أصل تكوين النظم السياسية والاقتصادية، وكيف سيطرت نظم سياسية واقتصادية بعينها، على أسس استبعادية للمستضعفين المفتقدين لأدوات القوة، القوة الهمجية بالطبع. ويظهر الكتاب مدى أهمية الخصوصية الثقافية والاجتماعية، ويؤكد على المحلية والخصوصية الجغرافية بوصفهما سبيلين ناجعين لمقاومة فوضى العولمة، والتي لم تنتج سوى مزيد من الإفقار، حيث صدرت عوامل الحرمان من بلد أو مجموعة بلدان، إلى جميع بلدان العالم، ليصبح العالم كتلة واحدة قوامها بضعة أغنياء متجبرين، وغالبية عظمى من الفقراء المحرومين، فقراء محرومون من كل عوامل التمكين الإنساني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي. ويذكر المترجم في مقدمته أهم الدروس التي يمكن الاستعانة بها من التاريخ القديم والحديث في مراجعة واقعنا العربي.