في أول اندماج بين كيانات سياسية تعبر عن شباب ثورة 25 يناير، اتفق أمس الثلاثاء حزبا "المصري الليبرالي- تحت التأسيس" والحزب "الديمقراطي الاجتماعي- تحت التأسيس" على العمل في جبهة واحدة، وأعلنا عن تأسيس حزب سياسي جديد باسم " الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي". ورحب الدكتور محمد أبو الغار أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة وعضو حركة 9 مارس، وعضو هيئة أمناء الحزب الجديد بدخول الحزب المصري الليبرالي بقيادة الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومجموعته ضمن الكيان السياسي الوليد، وقال- خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقد بالقاهرة- إن الاندماج سوف يمثل إضافة كبيرة للحياة السياسية في مصر. وأوضح أن الحزب الذي سيعرف خلال الفترة المقبلة ب "الحزب المصري" هو حزب ليبرالي ينادى بتطبيق آليات السوق في الاقتصاد، وفى السياسة يدعو لتحقيق الدولة المدنية التي يتم فيها تطبيق القانون على الجميع بحيث تكون دولة لكل مواطنيها بغض النظر عن الدين أو الطبقة الاجتماعية أو الهوية السياسية أو الجهوية وغيرها من أشكال التمييز بين الأفراد. وشدد أبو الغار على أن وجود حزب ليبرالي بهذا الشكل في بلد يعيش 40 بالمائة من سكانه تحت خط الفقر ويعانى 30 بالمائة من أبنائه من الأمية لابد أن يكون له توجه اجتماعي ديمقراطي واضح، ومن هنا يأتي تميز الكيان السياسي الجديد الناشئ عن اندماج الليبراليين مع الديمقراطيين الاجتماعيين المحسوبين على اليسار المصري. وردا على سؤال لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط للاجتماع عما إذا كانت هذه الصيغة قد تمت دراستها جيدا بحيث يأتي الاندماج على أسس سليمة ولا يصبح مجرد "زواج سياسي مؤقت مكتوب على ورقة طلاق"، قال الدكتور أبو الغار "إننا لا نتمنى حدوث ذلك في المستقبل بل أننا نعمل خلال الشهور الثلاثة المقبلة على صياغة برنامج واضح يعبر تماما عن الهوية السياسية المميزة للحزب، ودمج كافة هياكل الحزب بصورة مؤسسية ديمقراطية تضمن الاندماج الكامل بين المجموعتين". في الوقت نفسه، كشف الدكتور محمد أبو الغار النقاب عن مفاوضات تجرى حاليا بين الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي-تحت التأسيس وحزب الجبهة بزعامة الدكتور أسامة الغزالي حرب، وأن آخر جلسة تم خلالها التوصل إلى صيغة تضمن التعاون بين الحزبين باعتبارهما يمثلان التيار الليبرالي في مصر، دون إلغاء فكرة الاندماج بين الحزبين في المستقبل. من ناحيته، استعرض الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أسباب اندماج حزبه مع الديمقراطيين الاجتماعيين المحسوبين على اليسار المصري، وقال إن المجموعة التي كان يعمل معها في إطار الحزب المصري الحر عبارة عن مواطنين مصريين ومواطنات مصريات يبحثون جميعا عن آليات وأدوات أفضل لتمكين مصر من الحصول على حياة سياسية آمنة. وحول الإجراءات التنظيمية التي سيتم اتخاذها خلال الفترة القادمة، قال زياد العليمى عضو ائتلاف شباب الثورة والقيادي في الحزب، إنه تم الاتفاق على التحضير لاجتماع لكل أعضاء الحزب في شكل مؤتمر تاسيسى في غضون ثلاثة أشهر ويتم خلال هذه الفترة تحضير برنامج أولى للحزب لتقديمه إلى لجنة الأحزاب والسعي لوضع قواعد تنظيمية مرنة تضمن اندماجا سهلا لكافة المجموعات والاتجاهات المنضوية تحت لوائه. وأوضح الدكتور فريد زهران، العضو القيادي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إن فترة الشهور الثلاث سيتم خلالها استكمال الخطوات المطلوبة ومن بينها تجميع 5000 طلب وفقا لاشتراطات القانون الجديد وإعداد برنامج أولى للحزب الجديد. وحول استعدادات الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في سبتمبر القادم، قال زهران إن الحزب الجديد سوف يشارك في تلك الانتخابات ويهتم بها اهتماما كبيرا وهو اليوم يقدم الصيغة التي يعتقد أعضاء الحزب إنها كفيلة بتجميع أكبر عدد من المواطنين تحت شعار: دولة مدنية- تنمية اقتصادية- عدالة اجتماعية. وفيما يتعلق بمواقف الحزب من الصراع العربي- الاسرائيلى وعلاقات مصر الخارجية، قال الدكتور إيهاب الخراط القيادي في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إن الموقف سوف يتبلور بوضوح في البرنامج غير أن الخطوط العامة لهذا الموقف يتعين إن تتضمن ضرورة إيجاد حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويؤكد الدور القيادي لمصر في المنطقة وفى الإقليم العربي ككل.