في صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال الكاتب الإسرائيلي، ألوف بن، اليوم الأربعاء: إن إسرائيل لا تستطيع أن ترى أبعد من قدميها، ولا يفهم قادتها أهمية الثورات المندلعة في العالم العربي حولها، لكنها تركز فقط على التصعيد الراهن في قطاع غزة، وإمكانية قيام الفلسطينيين بإعلان دولتهم المستقلة في سبتمبر. وعلى الرغم من مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة في العالم العربي، فإن إسرائيل تبدو كأنها عمياء عما يحدث، لأن إعلامها يتمحور حول ذاته، والسياسة تبدأ وتنتهي عند إسرائيل فقط، لا تستطيع إسرائيل، التي تروج عن نفسها أنها دولة ليبرالية وديمقراطية، أن تتفاعل مع الثورات المطالبة بالديمقراطية في العالم العربي، بل يظهر بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على شاشة التليفزيون الأمريكي ليبدي أسفه على رحيل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ويعرب عن حزنه مما آلت إليه الأمور في مصر! فإيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي يقول الآن إن نتائج ثورات العالم العربي ستكون "إيجابية وواعدة على المدى الطويل"، كان منذ أيام يحذر من "احتجاجات الرأي العام غير المسؤولة"، بينما طالبت تسيبي ليفني، "بطلة المعارضة ومفاوضات السلام"، في مقالها بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن يفرض الغرب "قانونا على الديمقراطيات الجديدة"! وقال بن: إن إسرائيل تعاني خوفا شديدا من الرأي العام العربي، رغم "سلامها البارد" مع مصر والأردن. ورغم أن مبارك لم يكن ودودا دائما مع إسرائيل، فإنه لم يتدخل أثناء حروب إسرائيل مع جيرانها الشرقيين والشماليين، حتى بشار الأسد ونظامه المعارض لإسرائيل، كان يتبنى نفس الموقف، ولا يخاطر بأي شيء في خضم علاقته بالإسرائيليين، أما التعامل مع المجتمعات المفتوحة، بعد الثورات الأخيرة، فهو ما يستوجب من إسرائيل قرارات وتصريحات أهم وأعقد مما يظهر منها الآن. وربما هناك ما يبرر تجاهل إسرائيل لما يحدث في العالم العربي، أن إسرائيل لا تعتبر نفسها قوة شرق أوسطية، وإنما تظن أنها جزء من العالم الغربي، "ديمقراطية غربية تحوطها للأسف أمم عربية نامية"، أو كما قال إيهود باراك: "فيلا في الغابة"، و"واحة وسط الصحراء"! ويصف ألوف بن الإسرائيليين أنهم "مغرورون وجهلة بالنسبة لما يحدث حولهم"، دائما يعتبرون أن العالم الغربي، أمريكا وأوروبا الغربية، هو المعيار الأهم، لكن ليست مصر أو سوريا أو الأردن أو الإمارات أو السلطة الفلسطينية أبدا.