صرح مقيمون بمدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة الليبية المسلحة أن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي قصفت المدينة، اليوم الجمعة، بالدبابات والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل. وقال الطبيب خالد أبو صلحة، لرويترز في مكالمة من هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية: "قوات القذافي تقصف المدينة بقذائف المدفعية والدبابات. لدينا الآن 25 قتيلا في المستشفى من بينهم عدة فتيات صغيرات." وأضاف باكيا: "إنهم يقصفون حتى سيارات الأسعاف. رأيت طفلة صغيرة وقد أطيح بنصف رأسها." وذكر الطبيب ومقيم آخر اسمه محمد أن المدينة ما زالت تتعرض للقصف الشديد على الرغم من مزاعم المعارضة المسلحة بأنها صدت الهجوم وإعلان وزير الخارجية في نحو الساعة 1230 بتوقيت جرينتش عن وقف إطلاق النار. وقال محمد، وقد سمعت أصوات طلقات المدفعية الثقيلة في الخلفية: "هناك 20 دبابة في المدينة، وهم يقتلون الجميع لأنهم يريدون إعادة الاستيلاء على المدينة بحلول المساء." وكان أحد مقاتلي المعارضة المسلحة قد قال في وقت سابق إن المقاتلين صدوا الهجوم على الرغم من الأسلحة الثقيلة التي استخدمتها قوات القذافي، وعلى الرغم من أن المدينة التي يسكنها نحو 300 ألف نسمة في غرب ليبيا محاصرة منذ عدة أيام. وفي طرابلس قال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا: إن ليبيا قررت وقف كافة العمليات العسكرية في البلاد لحماية المدنيين والانصياع لقرار مجلس الأمن الذي صدر مساء أمس. وقال مقيمون في المدينة إنه ليست هناك أي علامة على وقف إطلاق النار، وإن دبابات القوات الحكومية تواصل زحفها نحو وسط المدينة. وقال الطبيب طارق المقيم في بريطانيا، ويتصل بشكل منتظم بمقيمين في المدينة: "ما زال القصف مستمرا بينما نتحدث الآن. يبدو أن وزارة الخارجية تعيش في منطقة زمنية مختلفة. إنه قصف عشوائي." وقالت المعارضة المسلحة إن الهجوم على مصراتة بدأ منذ السابعة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) أي بعد ساعات من صدور قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض حظر جوي وهجمات عسكرية على قوات القذافي بهدف حماية المدنيين. وقال المعارضون إن القصف استهدف عدة مساجد ومدارس ومبان سكنية. ولم يتسن التحقق من هذه التقارير بشكل مستقل، حيث منع الصحفيون من الذهاب إلى المدينة. وقال سعدون، وهو محتج لرويترز عبر الهاتف من المدينة، وهي آخر معقل للمعارضة المسلحة في غرب البلاد، إنه أعنف قصف أشهده حتى الآن. نعتقد أنهم (قوات القذافي) تريد دخول البلدة بأي ثمن قبل أن يبدأ المجتمع الدولي في تنفيذ قرار الأممالمتحدة." وأضاف: "بالنيابة عن كل سكان مصراتة والنساء والأطفال وكبار السن ندعو المجتمع الدولي إلى القيام بشيء قبل فوات الأوان. عليهم التحرك الآن.. خذلونا بالفعل من قبل وتأخروا في اتخاذ قرار، ويجب ألا يكرروا نفس الخطأ."