أكد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن المنتخب المصري هيمن تماما علي مدار ستة أعوام كاملة علي عرش كرة القدم الأفريقية وتحديدا منذ تمكن المدرب الأسطورة حسن شحاته من قيادة الفريق للفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولي تحت قيادته وللمرة الخامسة في تاريخه. وأضاف الموقع في تقرير له الخميس أن الإنجاز تحقق بعدما تفوق أبناء الفراعنة من أمثال عصام الحضري وأحمد حسن ومحمد أبوتريكة ووائل جمعة علي منتخب الأفيال بضربات الجزاء أمام ما يزيد عن 100 ألف متفرج في إستاد القاهرة الدولي ليتقلد قائد الفريق وقتها حسام حسن كأس البطولة. وقال شحاته في تصريح خاص لموقع الفيفا "لقد رفعنا راية بلادنا عاليا في كافة المواقع ومهمتنا لن تختلف هذه المرة وسنواصل الدفاع عن علم بلادنا بكل ما أوتينا من قوة" وأشار الموقع إلي أن شحاته الذي قاد المنتخب لثلاثة ألقاب قارية متتالية لا يشغل باله كثيرا بالنقد الذي يتعرض له وقال :"لقد اعتدت علي النقد والهجوم ومررنا بمواقف مماثلة من قبل وذلك فقط يزيدنا إصرارا ولدي ثقة كبيرة في أبنائي الذين دائما ما كانوا علي قدر المسئولية". وفي ظل كل تلك المتناقضات يستعد المنتخب المصري لمباراة ستشكل مفترق طرق للكرة المصرية لا يقل أهمية عن تلك المرحلة السياسية التاريخية التي تشهدها بلاد النيل فحينما يحل المنتخب المصري ضيفا علي منتخب جنوب أفريقيا في ملعب "إليس بارك" بجوهانسبرج يوم 26 مارس الجاري ضمن منافسات المجموعة السابعة بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا في أول مباراة لهم منذ قيام الثورة المصرية فإن زملاء أبوتريكة لن يكون في مقدورهم سوي البحث عن النقاط الثلاث لإنقاذ الفريق من الوضع الحالي لهم حيث يتذيلون مجموعتهم برصيد نقطة واحدة جمعوها من تعادل وحيد بملعبهم مع سيراليون وبعد هزيمة تاريخية من النيجر ولكنها مهمة لا تبدو سهلة علي الإطلاق بالنظر لقيمة المنافس كما يعلم شحاتة جيدا الذي يكن كل الإحترام لمنافسه ولكنه مازال لديه إيمان كبير في خبرة لاعبيه. وقد ساهمت النتائج المتواضعة للمنتخب المصري في العام الأخير في تدهور ترتيبهم العام في التصنيف العالمي خلال شهر فبراير ليخرجوا من قائمة العشرة الكبار علي مستوي العالم ويعودوا للمركز 33 وهو أسوأ تراجع لأي منتخب علي مستوي العالم في ذلك الشهر وذلك بالإضافة لتوقف نشاط اللعب المحلي تماما منذ 22 يناير الماضي بسبب الظروف التي مرت بها البلاد وهو ما وضع الفريق في موقف حرج للغاية وخاصة أن اللاعبين المحليين يشكلون أكثر من 90% من عماد المنتخب المصري علي عكس أغلب المنتخبات الأفريقية الأخري والتي تعمتد بصورة كبيرة علي لاعبيها المحترفين في أوروبا وهو ما يزيد من المخاوف أن يصبح المنتخب المصري أول حامل للقب يفشل في التأهل للنسخة التالية من أمم أفريقيا. وأكد مساعد المدرب شوقي غريب والفائز من قبل باللقب القاري كلاعب عام 86 مازال أنه يفضل أن ينظر لنصف الكوب الممتليء وقال "قد يري أغلب الناس أن فترة التوقف كان لها مردود سلبي علي اللاعبين ولكني أري أن جزءا من ذلك فقط هو الحقيقة لأنها بالفعل لها تأثير سلبي علي لياقتهم البدنية ويمكن علاج ذلك بطريقة فنية وبرفع جرعات تدريبهم بالقدر المستطاع ولكن من ناحية أخري فإن هؤلاء اللاعبين كانوا في حاجة ماسة للراحة بعد ست سنوات من التنافس المتواصل وهو ما تحقق لهم في الفترة الماضية". وسيعتمد المنتخب المصري علي العناصر الرئيسية من ناديي الأهلي والزمالك اللذان سيتنافسان في مسابقة دوري أبطال أفريقيا نهاية الأسبوع مع لاعبين من ناديي الإسماعيلي وإنبي المشاركان في كأس الكونفدرالية الأفريقية إلي جانب العناصر المحترفة في الخارج المتمثلة في عصام الحضري ومحمد زيدان وأحمد المحمدي وأحمد علي. وربما صدق شحاته حينما أكد أن موقعة إليس بارك ستحدد بصورة كبيرة هوية المتأهل عن تلك المجموعة وهو يراهن علي أن يظل هو وأبناؤه مصدر سعادة المصريين كما كان بهم الحال في السابق ولكن المؤكد كذلك أن سقوط المصريين علي نفس الملعب الذي شهد فوزهم التاريخي علي إيطاليا حامل لقب كأس العالم في ذلك الوقت ضمن كأس القارات سيعني بالتبعية نهاية جيل كامل قدم لبلاده الكثير وربما كان الأفضل عبر عصور الكرة المصرية.