صرح الكاتب والسيناريست بلال فضل، أن الثورة المصرية "ثورة حرجة جدا، ويمكن أن تتحول في لحظة إلى انتكاسة رهيبة بعد أن ترك الرئيس السابق حسني مبارك البلد في حالة خربة، مضيفا أنه يجب على الشباب التصرف بمسؤولية، وأن يوجهوا طاقة الرفض التي تملؤهم إلى مكانها الصحيح، حيث إنه ليس لدينا رفاهية تحطيم كل الأصنام". وأضاف فضل، خلال الندوة التي نظمها مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات، تعليقا على الاحتجاجات والاعتصامات المستمرة، أن الشعب المصري -بخلاف أحرار المصريين- لم يشارك في الثورة، وسوف يبيع الثوار في ثانية لو وجد أنهم يجيرون على أمنه ورزقه، وسيتحولون من قوة متعاطفة أو متشائمة أو مثبطة إلى قوة تنزل إلى الشارع تضرب، إما تكون قاتلة أو مقتولة. نسف الثورة وفيما يتعلق بالاحتجاجات الفئوية، رأى فضل أن المصريين يحتاجون إلى تأجيل تلك الاحتجاجات المشروعة، حيث يمكن استخدامها في نسف الثورة، مضيفًا أن الوقت الحالي حرج، ونحن نمر بأوضاع اقتصادية في غاية السوء، داعيا المصريين إلى ترشيد الثورة عبر تطويرها وتنميتها. ونصح فضل الشباب بألا ينخدعوا وراء الفهم القاصر لحالة الثورة، بعدما "تفتق ذهن" عباقرة الاستبداد عن نشر حديث لفضيلة الشيخ الشعراوي الذي قال فيه، إن الثائر الحق هو الذي يهدأ لبناء الأمجاد لقطع لسان المعارضين. وقال فضل إنه حينما نتأمل كلام الشيخ الشعراوي نجده لا ينطبق على الحالة المصرية ومفهوم العصر 100%، بغض النظر عن إدخال شيء ثابت في شيء متغير، بينما المفروض أن نأخذ العام، وهو المقاصد الأساسية للشريعة الإسلامية وكل الأديان أيضًا. خطأ قاتل وأضاف أن المصريين محتاجون إلى وعي حضاري بحقيقة ما حدث بالثورة، وأن هناك جزءا كبيرا من المشاكل التي يعانونها حاليا، معتمدا على تأسيس الوعي بما حدث على خطأ قاتل، وهو أن المصريين لا ينبغي أن يقعوا في خطأ أن الثورة قام بها الشعب المصري، وإنما قام بها أحرار المصريين. وتابع فضل، أنه ليس من الغريب أن يبيع الأخ أخاه، وأن يسرق الأب أولاده، حينما يبيع الحاكم شعبه، لنجد أن الرئيس السابق حسني مبارك سجل رقم حساب بنكي باسم والدته المتوفاة لسرقة أموال مكتبة الإسكندرية. دولة داخل دولة وفيما يتعلق بالفتنة الطائفية، دعا فضل شباب المسلمين إلى الإقبال على المسيحيين، مدركين أن مبارك لعب في فترة طويلة على وتر صنع دولة داخل الدولة، وأن يشعر المسيحي أنه ينتمي إلى الكنيسة باعتبارها دولة، ولا بد من السعي إلى العودة لمشهد الوفد العظيم، وأن يكون رئيس الحزب أو رئيس الوزراء مسيحيا انتخبه المصريون. ونصح فضل الشباب بأنه حينما يشعر أي منهم بالتشاؤم، أن يغمض عينيه ويفكر في الرئيس مبارك الذي لم يتوقع أحد منا في يوم 25 يناير، أنه سيسقط ويتحول إلى هذه الحالة المزرية، وذلك ما يمنحنا الأمل. اجتزاء غير برئ من جانبها، قالت الدكتورة نادية مصطفى، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن اجتزاء الثورة بأنها مجرد ثورة شباب الغضب، هذا افتراء على هذه الثورة، مضيفة أنها تعتقد أنه اجتزاء غير بريء على الإطلاق ومخطط له، ويهدف إلى أمور كثيرة لفصل شباب الثورة عن خزان الأمة، أي المصريين. ممارسة الحكم وفي معرض حديثه، قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر: إن إحدى سلبيات الثورة هي أنها لم تمارس الحكم حتى الآن، ولم تمسك الأمر بأيديها، ورأى أن من الأفضل أن تتفكك منظومة أمن الدولة، وأن يتوزع العاملون بها على إدارات وزارة الداخلية، على أن يقوم بوظيفة المنظومة مجموعة أخرى بعقلية وعقيدة جديدتين، وتحت إشراف المخابرات العامة.