أكد اللواء نبيل فهمي، قائد المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، خلال لقاء "المصالحة بين الشرطة والشعب"، والذي عقد أمس بنادي النصر، حرص القوات المسلحة علي حماية مكتسبات الثورة، والتي ضمن أهدافها تحقيق الحرية للشعب، وممارسة الديمقراطية، ومحاربة الفساد والفاسدين، لافتا إلى وجود ثلاثة مخاطر مضادة للثورة هي: "الوقفات الاحتجاجية المؤثرة علي الإنتاج، والفتنة الطائفية المهددة للوحدة الوطنية، والأخطار الخارجية من ضمنها قضية حوض النيل". وحذر اللواء نبيل، خلال اللقاء الذي دعا إليه قرابة 100 فرد ممثلين عن القوى السياسية والدينية بالإسكندرية، من خطورة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، والتي تعطل حركة الإنتاج، ناهيك عن أحداث حالة فوضي وعمليات بلطجة وترويع المواطنين من قبل الخارجين على القانون، وهو ما ستقضي عليه القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة، لاستعادة الأمن وتحقيق مطالب الثورة، وحث المواطنين على المشاركة في عملية الاستفتاء كحق دستوري واجب سواء بالرفض أو القبول. وبدوره قدم اللواء أحمد عبد الباسط، مدير أمن الإسكندرية، اعتذارًا للشعب السكندري عن الإساءة التي لحقت بالمواطنين من قبل بعض الضباط، مقدما تعازيه لأسر شهداء الثورة ال83، بعد الوقوف دقيقة حدادا على أرواحهم، قائلاً "لم أكن أحلم بهذا اللقاء الذي أدين فيه بالعرفان للقوات المسلحة على مجهودها الكبير، في محاولة تقريب وجهات النظر بين الشرطة والشعب". وأكد دكتور ياسر برهامي، القيادي السلفي بالإسكندرية، حرمة الأعراض والأموال سواء "مسلمين أو مسيحيين"، مضيفا أن السلفيين دافعوا عن الأقباط كما دافعوا عن المسلمين، وطرح عدة مقترحات عملية لعودة الشرطة آمنة، منها "تنظيم ندوات ومؤتمرات للتوعية بالشوارع، يحاضر فيها دعاة من الطرفين، بجانب أعضاء من اللجان الشعبية والشرطة". كما طالب برهام بضرورة تسيير دوريات مشتركة بين شخصيات من اللجان الشعبية والشرطة والجيش، وتفعيل دور لجان الإغاثة الشعبية لمقاومة الأخطار، وتكوين لجان اتصال شعبية مع أقسام الشرطة لمعالجة المشكلات الفورية والخطيرة. وقال القمص لويس مرقص، وكيل البابا شنودة بالإسكندرية: جميعنا كمواطنين مصريين نختلف في العقيدة، ونتفق على ضرورة قبول الآخر ووجود الحب والإخاء، حفاظا على كرامة وأمن مصر، ضاربا مثلا باللجان الشعبية والتي ضمت "مسلمين ومسيحيين"، لتغطية الانفلات الأمني إبان الثورة، محذرا من الشائعات التي تؤدي إلى إحراق البلاد، ومقترحا تكوين مجلس حكماء في الإسكندرية، يبدأ في الحوار من الشارع مع عامة الشعب لتسود المحبة بينهم. وقال حسين محمد، ممثل جماعة الإخوان المسلمين: إن ثورة الشعب المصري كانت للحصول على الكرامة وليست الخبز، والذي انتهك الكرامة هي الشرطة، وإن كانت قلة قليلة هي التي ارتكبت الجرائم كما قال مدير الأمن، فيجب محاسبتها فعليا وتطهير الجهاز وأقسام الشرطة فورا، ضاربا مثلا بمؤتمر عُقد في دائرة "مينا البصل" حضره ضباط المباحث، وشارك فيه بعض البلطجية، وهو ما أدي إلي إثارة غضب مدير الأمن، والذي قاطعه عنوة، قائلا "إحنا جايين نهدي النفوس يا محمد مش نولعها من جديد". وما لبث اللواء صفاء الدين، نائب محافظ الإسكندرية، في بداية كلمته بالقول: إن الأمان الذي نفتقده الآن كان موجودا قبل قيام الثورة، حتى أثار حفيظة وغضب جموع الحاضرين، وتعالت الهتافات المنددة به، معترضين علي انتهاجه نهج الحكومات السابقة، وكادوا يسعون لإنزاله من أعلى منصة الحديث. واختتم اللقاء الشيخ أحمد المحلاوي، خطيب مسجد القائد إبراهيم، بالقول كلنا أخطأنا "حكاما ومحكومين"، فالشعب أخطأ لأنه رضخ على مدى 30 عاما لظلم الحاكم، مشددا على ضرورة التفاف الشعب حول الثورة للحفاظ على مكتسباتها، والتي تهددها مخاطر قوية من قبل فلول نظام الحزب الوطني "المنهار". وطالب الشيخ المحلاوي، بسرعة تغيير مفاهيم الشرطة تجاه الشعب بعد حل الحزب الوطني وتسليم مقاره للدولة، لمقاومة الفتنة الطائفية التي يحاولون نشرها، وعلي الجميع السعي نحو تصفية الأجواء بمساعدة القوات المسلحة على فرض الأمن والأمان في البلاد، قائلاً: "نحن نحتاج إلى شرطة شديدة على المجرمين رحيمة بكرامة المواطنين".