قبل أقل من شهر على الخطاب المقرر أن يوجهه الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، إلى العالم الإسلامى من مصر، أظهر استطلاع حديث للرأى أن شعبية أوباما والاتجاهات الإيجابية نحو بلاده بين المصريين هى الأقل مقارنة بمواطنى خمس دول عربية أخرى شملها هذا الاستطلاع. وفى تصريح ل«الشروق»، أرجعت الدكتورة نورهان الشيخ، رئيس مركز الدراسات الأمريكية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، هذه النتيجة إلى أن «المصريين هم أكثر الشعوب العربية إدراكا لتأثيرات سياسات الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج بوش، على المنطقة». وقال معهد «إيبسوس» لاستطلاعات الرأى أمس الأول إن شعبية الرئيس الأمريكى فى الدول العربية «الرئيسية» تفوق بكثير شعبيته فى بلاده. وأضاف أن «هناك تفاؤلا واسعا بين المواطنين العرب بأنه سيكون له تأثير إيجابى على بلادهم». هذا التفاؤل عزته د. نورهان بالدرجة الأولى إلى «جذور أوباما الإسلامية والأفريقية، وخطابه الودى مع العرب والمسلمين على عكس سلفه، حيث يرغب فى إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول العربية والإسلامية، بما فيها إيران وسوريا». وأوضح المعهد أن الاستطلاع، الذى أجراه فى مارس الماضى، شمل سبعة آلاف شخص فى السعودية والإمارات والكويت ولبنان ومصر والأردن. وأضاف أن ٪33 ممن شملهم الاستطلاع لهم رأى إيجابى فى الولاياتالمتحدة مقابل ٪43 لهم رأى سلبى، بينما التزم ٪14 الحياد، وقال ٪10 إنهم لا يعرفون. على النقيض من ذلك؛ حظى أوباما بشعبية إيجابية بلغ متوسطها 48% فى المنطقة كلها، فيما يعتقد واحد من بين كل عشرة أشخاص على مستوى المنطقة أنه سيكون لأوباما تأثير سلبى على بلادهم. وبينما وصلت شعبيته فى الأردن إلى ٪58، فقد حققت أدنى مستوى لها بين المصريين، حيث بلغت ٪35، كما أبدى ٪22 فقط من المصريين رأيا إيجابيا بشأن الولاياتالمتحدة، وهى أدنى نسبة فى الدول الست التى شملها الاستطلاع. وأرجعت د. نورهان تدنى نسبة التفاؤل بأوباما بين المصريين إلى أن «وجود فلسطين والسودان على حدود مصر يجعل المصريين أكثر الشعوب العربية إدراكا لتداعيات سياسات بوش الكارثية على الشرق الأوسط، كما أنه حتى الآن لم تطرأ تغييرات ملموسة فى المنطقة فى عهد أوباما». فيما اعتبر معهد «أيبسوس» فى بيان له أن الفجوة بين شعبية أوباما والولاياتالمتحدة تشير إلى أن «هناك فرصة للرئيس الأمريكى كى يعمل بشكل واقعى على سد الفجوة بحيث يستثمر رصيده من حسن النوايا لزيادة حسن النوايا تجاه بلاده». وأعلن البيت الأبيض الجمعة الماضية أن أوباما سيوجه خطابا للعالم الإسلامى من مصر فى الرابع من يونيو المقبل؛ فى مسعى لإصلاح العلاقات التى تدهورت بشدة فى ظل إداره سلفه جورج بوش. ويشعر العديد من المسلمين والعرب بالغضب من غزو القوات الأمريكية لأفغانستان والعراق، وتعذيب المشتبه فى صلتهم بالإرهاب فى معتقل جوانتانامو العسكرى الأمريكى بكوبا، وإساءة معاملة السجناء فى العراق، إضافة إلى اتخاذ إدارة بوش جانب إسرائيل ضد العرب طيلة ثمانى سنوات.