كل يوم يمر تزداد فيه الصورة وضوحا.. وتتكشف حقيقة النظام السابق الذى حول الفساد إلى منظومة عنقودية تحتاج لأشهر وربما سنوات لتفكيكها وقطع جذورها الممتدة منذ سنوات طويلة فى كل أجزاء الوطن وتجعل المتابع لما يجرى الآن يدرك أن الفساد كان ممنهجا وله متخصصون يروجون له ويصنعون كوادره.. ومن يدرى ربما كانت هناك نية لإنشاء جامعات ومعاهد لتدريسه؟!.. وأعتقد أن كل النوعيات التى سقطت فى يد العدالة خلال الأيام القليلة التى أعقبت الثورة تؤكد (بما لا يدع مجالا لأى شك) أن إفساد الوطن وإفقار أهله واغتيال آماله وقتل أحلامه كان مدبرا من قبل (تنظيم عصابى) جمع أناسا كانوا يزعمون أنهم من أبناء مصر.. شربوا من نيلها وتربوا على أرضها.. والله يعلم إنهم لكاذبون. أقول هذا الكلام لأننى لاحظت أن رموز الفساد يتساقطون الواحد تلو الآخر.. فى السياسة.. والأمن.. والاقتصاد.. دون أن أرى شخصيات أخرى ساهمت وبقدر كبير فى إهانة مصر والنيل من كرامتها وعزتها والتقليل من شأنها بعد أن كان يشار إليها بالبنان.. وأتصور أن الدكتور على الدين هلال وزير الشباب والرياضة السابق.. وعراب مؤامرة التوريث وتفصيل القوانين.. واحد من هؤلاء.. ومازال غائبا عن مسرح المحاكمة رغم أن ملفه عامر بالوثائق والمستندات التى تثبت تورطه فى إهدار المال العام عندما كان وزيرا!! هذا الرجل تسلل منذ سنوات إلى مقعد وزير الشباب والرياضة دون أن تكون له أى علاقة لا بالشباب ولا بالرياضة مستغلا علاقته بالأسرة الحاكمة.. وكان مشتاقا لأى مقعد وزارى وأن يصبح وزيرا حتى لو كان بعيدا عن مجال تخصصه.. مهما كلفه هذا من تضحيات!! هذا الرجل كان له الدور الأبرز فى (مرمطة) سمعة مصر وهتك سمعتها الرياضية والكروية.. وإهدار مالها.. وإحباط شعبها.. والآن يتوارى عن الأنظار ويختبئ خلف الجدران.. ظنا منه أن بإمكانه الهروب والافلات من جريمة (صفر المونديال) بالتقادم أو بالنسيان!! هذا الرجل قدمت فيه طلبات إحاطة واستجوابات لا حصر لها فى البرلمان منذ عدة سنوات (عندما كان وزيرا فى حكومة نظيف).. وأجريت حوله تحقيقات أثبتت أنه لم يدرك حجم ما كلف به من مسئولية وأنه أغفل تنفيذ أحكام القوانين.. وفرط فى مسئولياته كوزير وحاد عن الصواب فى كل ما قام به من إجراءات فى سبيل الإعداد والترويج للملف المصرى.. وتورط فى إهدار مبالغ مالية كبيرة كهدايا للمسئولين فى الدول التى لها حق التصويت.. ورغم كل ذلك لم يحاكم حتى الآن.. بل تم تكريمه.. وبدلا من محاكمته والقصاص منه ومن معه من (رجال ونساء) فى الملف المشئوم..كان من المقربين!!. هذا الرجل كان مدانا بتقرير من الجهاز المركزى للمحاسبات.. ورصدت له النيابة (12) مخالفة منها إهدار (43) مليون جنيه بسبب أسلوب الصرف ووجود شبه الاختلاس وعدم التزام بالمبادئ المحاسبية والمالية المنصوص عليها فى القانون.. ومع ذلك لم تصدر ضده أى قرارات وانتهت القضية إلى لا شىء!! إن ما ارتكبه هذا الرجل من خطايا وما اقترفه من آثام يضعه فى مقدمة المفسدين المطلوبين الآن للمحاكمة وليس الغد.. فجريمته فى حق مصر وشعبها لا تقل خطورة عن جريمة العبارة (السلام ) التى راح ضحيتها أكثر من ألف مواطن مصرى ولا قضية أكياس الدم الفاسدة التى نالت من حياة المواطنين البسطاء.. وأعتقد أن محاكمته لا تحتاج لبلاغ جديد للنائب العام.. ولا تتطلب وثائق ومستندات حديثة.. المطلوب فقط إعادة فتح ملف (صفر المونديال) وملاحقة كل أعضاء لجنة الملف من أعضاء اتحاد الكرة الحاليين والسابقين ممن كانت لهم علاقة مباشرة بهذا الملف.. وأظن أن اسم هذا الرجل مسجل أيضا فى قضية أخرى لإهدار المال العام وقعت فى عهده أيضا وارتبطت بنصيب مصر من أموال بطولة العالم لليد والمتهم فيها رئيس الاتحاد السابق.. وملفها موجود الآن فى نيابة الأموال العامة. حاكموا هذا الرجل ومن معه قبل أن يحاكمكم عالم الغيب والشهادة