خرج مساعدو الرئيس الأمريكي باراك أوباما من اجتماعهم الخاص، مساء أمس الأربعاء، بالبيت الأبيض، والذي لم يحضره الرئيس، بانطباع متزايد بأن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا لن يكون لها سوى "تأثير محدود"، لوقف العنف الدائر في ليبيا، وفقا لما ذكره مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية. وأكد المسؤولون أن إنشاء منطقة حظر الطيران فوق المجال الجوي الليبي لم يكن خارج الخيارات المطروحة على الطاولة من جانب الولاياتالمتحدة في ظل استخدام العقيد الليبي معمر القذافي قواته الجوية لمهاجمة الثوار، لإحكام قبضته على السلطة. وأشاروا إلى ضرورة استمرار التخطيط لمثل هذا التدخل، خاصة خلال الاجتماع المهم لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، اليوم الخميس، والإبقاء على خيار فرض منطقة حظر للطيران في الاعتبار كوسيلة لزيادة الضغط على القذافي، ولفت المسؤولون إلى أن خيار منطقة حظر الطيران لا يمثل الآن حلا ذا أثر كبير في وضع حد للعنف في ليبيا. ولكن مسؤولين آخرين أشاروا إلى أن خطوة فرض الحظر قد تكون غير فعالة جزئيا لأن القذافي يبدو أنه يستخدم طائراته بشكل مقتصد في قمعه للثوار، وأشار خبراء عسكريون إلى أن استخدام الطائرات من الموالين للقذافي "قائد الثورة الليبية" يشكل خطرا أقل من نشر طائرات الهليكوبتر الهجومية، التي يمكن أن تتفادى حظر الطيران، لأنها أكثر صعوبة في كشفها. من ناحية أخرى، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أنه ليس هناك إجراء وشيك، ولم يحدد مخططا زمنيا لمثل هذا الإجراء في ضوء تحول الاهتمام إلى جلسة الناتو في بروكسل اليوم الخميس. وقال كارنى: "نحن لسنا في مرحلة اتخاذ قرار، وذلك في الوقت الذي يدرس فيه البيت الأبيض بعمق فكرة الدفع بخطوة معينة في ظل موقف يتغير بسرعة كبيرة. ودافع كارني بقوة عما قدمته الولاياتالمتحدة من قبل من جانبها وبالتعاون مع الأممالمتحدة فيما يتعلق بالاستجابة للأزمة، مشيرا إلى تجميد الأصول وفرض العقوبات، ونوه بأنه لم يسبق من قبل اتخاذ إجراءات بمثل هذه السرعة. ومن جانبه، استبعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف موريل، أن تتخذ الولاياتالمتحدة قرارا هذا الأسبوع بشأن أي عمل عسكري. ويعمل مسؤولون عسكريون أمريكيون على تزويد أوباما بالخيارات التي تشمل تقديم المساعدة الإنسانية، وإظهار القوة وممارسة تكتيكات القتال، ويمكن أن تشمل أيضا العمل العسكري، وفرض منطقة حظر الطيران، واستخدام القوات الجوية والبحرية في المنطقة لوقف الدفاعات الجوية لليبيا، وتكثيف الاستخبارات والمراقبة في المنطقة. يذكر أن هناك مالا يقل عن 5 من السفن الحربية الأمريكية الرئيسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك "يو إس إس كيرسارج" مع كتيبة من مشاة البحرية الأمريكية على متنها، كما أن هناك طائرات مقاتلة وقاذفة، ودبابات، ووسائل إلكترونية جوية يمكن توفيرها بسهولة من قواعدها في ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا.